كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزوميُّ، وهو خال هشام بن عبد الملك، وكان والي المدينة، وكان أبيض شديد البياض، وهو الذي هجاه العَرجيُّ، فردَّه عقيل وقال:
رددت صحيفة القرشيِّ لمَّا ... أبت أعراقهُ إلا احمرارا
وعقيل هو القائل من غَيرته:
إني وإنْ سِيق إليَّ المَهرُ
أَلفٌ وعُبدانٌ وذودٌ عَشرُ
أَحبُّ أصهاري إليَّ القبرُ
وبنو مُرَّة بن عوف كان لهم صيت وذكر في غطفان وقيس كلِّها، فأقاموا على نسبهم في غطفان. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو كنت مُدَّعياً حياً من العرب، أو ملحِقَهم بنا لادَّعيت بني مُرَّة بن عوف. إنا لنعرف منهم الأشباه مع ما نعرف من موقع ذلك الرجل حيثُ وقع. وبنو مرة يقولون: إذا ذُكر لهم هذا النسب لا نُنكرُهُ ولا نَجحده، وإنه لأحب النسب إلينا.
وفي بني مُرَّة بن عوف كان البَسل قاله ابن إسحاق. والبسلُ فيما يزعمون: ثمانية أشهر حُرم لهم في كل سنة من بين العرب. قد عَرفت ذلك لهم العربُ، لا يُنكرونه ولا يدفعونه، يسيرون به إلى أيَّ بلاد العرب شاؤوا، ولا يخافون منهم شيئاً. قال زهير بن أبي سُلمى يعني بني مُرَّة:
تأمَّل فإنْ تُقو المروراةُ منهم ... وداراتُها لا يُقو منهم إذاً نخلُ

الصفحة 127