كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

وبنو الحرث بن قيس تسعةٌ، منهم ثمانية مسلمون، وهم: تميمٌ وبشرٌ وسعيدٌ وعبد الله ومَعمر وأبو قيس والسائب والحارث. والتاسع الحجاج بن الحرث، أُسر يوم بدر ومات كافراً. وهاجر الثمانية كلُّهم إلى أرض الحبشةِ. ولم يذكر ابن إسحاق أحداً منهم في من شهد بدراً. واستشهد تميم يوم أجنادين، وقُتل عبد الله منهم يوم الطائف شهيداً. والسائب جُرح يوم الطائف، واستشهد يوم فحل بالشام. وقيل إنَّ السائب استُشهد مع أخيه عبد الله بالطائف، كذا قال الزبير بن بكار وطائفةُ. وقد قيل: إن عبد الله قُتل باليمامة شهيداً مع أخيه أبى قيس بن الحرث، فالله أعلمُ. ويقال لعبد الله بن الحارث هذا " المُبْرِق "، لبيت قاله في قصيدة، هو:
إذا أنا لم أُبرِق فلا يَسَعنَّني ... من الأرض برٌّ ذو فضاءِ ولا بحر
وفيها يقول:
وتلكم قريشٌ تجحدُ الله ربَّها ... كما جحدت عادٌ ومَدينُ والحِجْرُ
وقال أبو إسماعيل محمد بن عبد الله الأزديُّ البصريُّ في كتاب فتوح الشام له: استُشهد سعيد بن الحرث والحارث بن الحرث يوم فَحلٍ.
ومن مناقب قريش ما ذكر مسلم في الصحيح فقال: حدَّثنا محمد بن رافع قال: نا عبد الرزاق قال: نا معمر عن همَّام بن مُنبِّه قال: هذا ما حدَّثنا أبو هُريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناسُ تَبعٌ لقريش في هذا الشأن؛ مُسلمُهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم ". قال مسلم: وحدثني يحيى بن حبيب الحارثيُّ قال: نا روح، قال: نا ابن جُريج، قال حدثني أبو الزُّبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " الناس تبَعٌ لقريش في الخير والشر ". وقال أيضاً: حدَّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: نا عاصم بن محمدٍ عن أبيه قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا

الصفحة 134