كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

فأحلوه، وحرَّم مكانه صفراً فحرَّموه، لِيُواطيء عدَّة الأشهر الحُرُم. فإذا أرادوا الصدر قام فيهم، فقال: اللهمَّ إني قد أحللت لهم أحد الصفرين؛ الصَّفر الأول، ونسأت الآخر للعام المُقبل. فقال في ذلك عُمير بن قيس جذل الطِّعان، أحد بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة يفخر بالنَّساة على العرب:
لقد علمتْ مَعدٌّ أنَّ قومي ... كرام الناس إن لهم كِراما
فأيَّ الناس فاتونا بوترٍ ... وأيُّ الناس لم نُعلك لِجاما
ألسنا الناسئين على مَعّدٍّ ... شهور الحِلِّ نَجعلها حَراما
ثم قام بعد القَلمَّس، وهو حُذيفة على ذلك ابنه عبَّادُ بن حُذيفة: حتى كان آخر بنيه، وعليه قام الإسلامُ، أبو ثُمامة جُنادة بن عوف بن أميَّة بن قَلع بن عباد بن حذيفة.
ومن بني فراس جذل الطَّعان المذكور وربيعة بن مُكدم: وهما من فرسان العرب، جاهليان. وبنو فراسٍ أشجع أهل بيت في العرب. وفيهم قال عليُّ بن أبي طالب لأهل الكوفة: وددتُ والله أن لي بمئة ألف منكم ثلاثمئة من بني فراس بن غنم بن ثعلبة.
ومنهم الفراسيُّ: ويقال: فراس، وهو من بني فراس بن مالك بن كنانة. حديثه عند أهل مصر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " إن كنت لابدَّ سائلاً فسل الصالحين ". وله حديث آخر مثل حديث أبي هُريرة في البحر: " هو الطَّهور ماؤه، الحلُّ ميتتُهُ ".كلاهما يرويه الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مَخشي، عن ابن الفراسيِّ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم يُعدُّ في أهل مصر، ومَخرج حديثه عنهم.
وأمَّا عبد مناة بن كنانة: فولد بكراً، عامراً، ومُرَّة. فولد بكر ليثاً، والدُّئل، وضمرة. فمن بني سعد بن ليث: خالد، وغافل، وعامر، وإياس؛ بنو البُكير بن عبد ياليل بن قاشب بن غيرة بن سعد بن ليث. وهم بدريَّون أسلموا قديماً، وهاجروا وهم حُلفاء بني عديِّ بن كعب.

الصفحة 146