كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

وكان نازلاً في بني قشير بالبصرة، وكانوا عثمانية. فكانوا يرجمونه بالليل لمحبته لعلىَّ وولده. فإذا أصبح وذكر رجمهم قالوا: الله يرجمك. فيقول لهم: تكذبون. لو رجمني الله لأصابني، وأنتم ترجمون ولا تصيبون.
وفي الكامل أنه كان يقول لهم: كذبتم والله، لو كان الله يرميني ما أخطأني. وكان تقش خاتمه
يا غالبي حسبُكَ من غالب ... إرحمْ علي بن أبي طالب
يلوموني أنْ بعتُ بالرُّخص منزلي ... ولم يعلموا جاَراً هناكَ بنغِّصُ
فقلت لهم: بعضَ الملام فإنَّما ... بجيرتها تَعلو الديارُ وتَرخُصُ
ودخل أبو الأسود على عبيد اله بن زياد، وقد أسنَّ. فقال له عبيد الله يهزأ به يا أبا الأسود:
أخنى الشباب الذي أفنيتُ جدَّته ... كرُّ الجديدين من آتٍ ومُنطلق
ومن بني ضَمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة عمرو بن أُمية بن خُويلد بن عبد الله بن إياس بن عبيد بن ناشرة بن كعب الضَّمريُّ: وهو وأبوه من الصحابة، وصحبةُ عمرو، أشهر. وكان من رجال العرب نجدة وجرأة. وشهد بدراً وأُحداً مع المشركين، ثم أسلم حين انصرف المشركون من أُحد، وشهد بئر معونة، وهي أول مشهدٍ له مع المسلمين. فأسرهُ عامر بن الطُّفيل يومئذ، وقال له: انه كان على أميِّ نسمة، فاذهب فأنت حرٌّ عنها. وجزَّ ناصيته.

الصفحة 160