كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه في أموره. بعثه عليه السلام إلى أبي سفيان بن حرب بهدية إلى مكة. وقال الواقديَّ: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة الست النَّجاشيِّ بكتاب يدعوه إلى الإسلام. فأسلم النجاشي، وشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله.
وهو معدود في أهل الحجاز. روى عنه أبناه: جعفر بن عمرو بن أمية وعبد الله بن عمرو بن أمية وابن أخيه الزِّبرقان بن عبد الله بن أمية.
ومنهم جعيل بن سراقة: وهو من خيار الصحابة. وقال فيه قائل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للنبي عليه السلام: يا رسول الله أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مئةً مئةً الإبل، وتركت جعيل بن سراقة الضَّمريَّ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض، كلهم مثل عيينة والأقرع، ولكنَّي تأَّلفتهما ليسلما، ووكل تجعيل بن سراقة إلى إسلامه ".
ومن بني غفار بن مليلٍ بن ضمرة أبو ذر جندب بن جنادة: واختلف في اسمه اختلافاً كثيراً. والصحيح جندب، وهو قديم الإسلام، أربعةً، فكان خامسهم. وله في إسلامه خبر حسن. وروي من حديث ابن العباس عنه، ومن حديث عبد الله بن الصَّامت عنه. فأما حديث ابن عباس فهو صحيح مسلم وفي سُنن أبي داود. وأما حديث عبد الله بن الصامت، وهو ابنُ أخي أبي ذرٍّ، ويُكنى أبا نصر، فذكره مسلم في صحيحه.
وحدَّث الليث بن سعدٍ عن يزيد بن أبي حُبيب قال: قدم أبو ذرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بمكة، فأسلم ثم رجع إلى قومه، فكان يسخر بآلتهم. ثم إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رآه وَهم في اسمه فقال: " أَأنت أبونملة؟ ". فقال: أنا أبو ذر. قال: " نعم، أبو ذر ". وكان رضي الله عنه من الزهَّاد. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيه: " ما أظلَّت الخضراء، ولا أقلَّت الغبراء من ذي لهجةٍ أصدق من أبي ذَرٍّ ". الخضراء: السماء. والغبراء:

الصفحة 161