كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

ومنهم أبو مسلم أُهبان بن صيفي الغفاريُّ: له صحبة. وقال البخاري: وُهبان بالواو. وهو من ولد حرام بن غفار. نزل البصرة، واتَّخذ بها داراً، وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كانتِ الفتنةُ فاتَّخذ سيفاً من خشبٍ ". ولم يقاتل مع علي لهذا الحديث. ولما حضره الموتُ قال: كفِّنوني في ثوبين. قالت ابنته عُديسةُ: فزدنا ثالثاً قميصاً، ودفناه. فأصبح ذلك القميصُ على المشجب موضوعاً ". روى خَبره هذا ثقات، منهم: محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، ومُعتمر بن سليمان عن المعلَّى بن جابر قال: حدثني عديسةُ بنةُ وُهبان الغفاري بذلك كله.
ومنهم جهْجاةُ بن سعيد الغفاري: وكان من فقراء المهاجرين، أجيراً لعمر بم الخطاب. وهو الذي تنازع مع سنان بن وَبرة الجهني في غزوة بني المصطلق على الماء، فازدحما حتى اقتتلا، فصاح جهجاة: يا للمهاجرين. وصاح سنان: يا للأنصار. والخبر المشهور.
ومنهم أبو رُهم كلثوم بن الحُصين بن عتبة بن خلف: وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة. قال أبو اليقظان: وفي غفار رهط يقال لهم بنو النار، رجل ليست ماء بدرٍ إليه.
ومن بني ضمرة البرّاض بن قيس: وهو الذي يقال فيه: أَفتك من البرّاض، وهو الذي فتك بعُروة الرحَّال بن عُتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وكان ذلك الذي هيَّج حرب الفجار بين قريش ومن معها من كنانة وبين قيس عَيلان. وقتل البرّاض عروة الرحَّال في أحد الأشهر الحرم. وقال البرّاض في ذلك:
وداهيةٍ تهمُّ الناس قَبلي ... شَدَدتُ لها بني بكر ضلوعي
هدمتُ بها بيوتَ بني كلابٍ ... وأرضعتُ المواليَ بالضَّروعِ

الصفحة 164