كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

رفعتُ له بذي طَلاَّل كفِّي فخرَّ يميدُ كالجِذع الصَّريع ومنهم مَخشيُّ بن عمرو: وهو الذي عاقد النبيَّ عليه السلام على بني ضمرة في غزوة ودَّان. وهي أول غزوة غزاها بنفسه صلى الله عليه وسلم في صفر على رأسِ اثني عشر شهراً من مقدمة المدينة. وكان مَخشيُّ سيد بني ضمرة في زمانه.
وأما عامر بن عبد مناة بن كنانة: فولد جذيمة بن عامر، والنسبُ إليه جَذميّ. وبنو جذيمة هم الذين قتلهم خالد بن الوليد بالغُميصاء إثر فتح مكة، وكانوا أسلموا. ولم يقبل خالد قولهم وإقرارهم بالإسلام. فبعث إليهم رسول صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب فودى لهم جميع قتلاهم، وردَّ إليهم ما أخذ لهم. وقال علي: انظروا إن فقدتم عقالاً أدَّيته إليكم، فبهذا أمرني رسول الله. ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، فقال: " اللهمَّ إني أبرأُ إليك من صُنع خالد ".
وأما مُرةُ بن عبد مناة بن كنانة، فولد مُدلج بن مرة. فمن بني مُدلج، وهم القافةُ: سُراقة بن مالك بن جُشعم بن مالك بن عمرو بن مالك بن تيم بن مُدلج: يُكنى أبا سفيان. وهو الذي اتبع النبيَّ صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة، ليَردَّه على قريش. وكانت قريش جعلت لمن ردَّه عليهم مئة ناقة. فلما أدرك سراقةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرُبَ منه غاصت قوائم فرسه في الأرض، وسقط عنه. ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دُخان كالإعصار. فقال: أنظروني أكلمكم، فوا لله لا أريبكم ولا أدل عليكم ولئن لقيتُ أحداً يطلبُك يا محمد لأردَّنَّه عنك. فقد علمتُ أنك مَمنوع ممَّن أرادك. وإن شئت فخذ سهماً من كنانتي، فإذا مررت ببني فلان فادفعهُ إليهم، وخذُ من غنمي ما شئت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا حاجة لنا في غنمك ". وقيل: إنه قال للنبي عليه السلام.. فخُذ سهماً، فإنك ستمرُّ على إبلي بمكان كذا وكذا،

الصفحة 165