كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

ومرَّ نصرُ بن سيار الليثيُّ بأبي الهندي، وهو يميل سُكراً. فقال: أفسدت شرفك. فقال أبو الهندي: لو لم أُفسد شرفي لم تكن أنت والي خراسان. وحجَّ به نصرُ بن سيار مرةً، فلما وردَ الحَرم قال له نصر: إنك بفناء بيت الله، ومحلَّ حَرمهِ، فدعْ ليَ الشراب. فوضعه بين يديه، وأقبل يشرب ويبكي ويقول:
رضيعُ مُدامٍ فارق الرَّوح روحه ... فظلَّ عليها مُستهلَّ المدامع
أَديرا عليَّ الكأس إنِّي فقدتُها ... كما فقد المفطومُ درَّ المراضع
وكان يشربُ مع قيس بن أبي الوليد الكنانيِّ. وكان أبو الوليد ناسكاً، فاستعدي عليه وعلى ابنه فهربا منه. وقال أبو الهنديِّ
قُل للسَّريِّ أبي قَيسٍ: أتُوعد ... ودارنا أصبحت من داركم صَدَدا؟
أبا الوليد أَمَا والله لو عَملت ... فيك الشَّمولُ لمَا حَرَّمتَها أبدا
ولا نسيتَ حُميَّاها ولذتَها ... ولاعدلت بها مالاً ولا وَلدا
ومن موالي رياح أبو العالية رُفيع بن مهران الرِّياحيُّ البصري: مولى امرأةٍ من بني رياح، أدرك الجاهلية، وأسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل على أبي بكر، وصلى خلف عمر. وتُوفي سنة ثلاث وتسعين. وذُكر الحسنُ لأبي العالية فقال: رجلٌ مسلمٌ يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، وأدركنا الخير، وتعلَّمنا قبل أن يولد الحسنُ.
ومن بني العَنبر بن يربوع سَجاحِ بنت أوس: كذا قال أبو عبيد في كتاب النَّسب له، وقال ابن قُتيبة في " المعارف "، والمبرد في " الكامل ": هي من بني

الصفحة 178