كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 1)

ومن بني ربيعة بن مالك بن حنظلة الحَنتفُ بن السجف بن سعد بن عوف بن زهير بن مالك: كان يُكنى أبا عبد الله، وكان دَيِّناً شريفاً. وكانت له منزلةٌ من عُبيد الله بن زياد. ولما وقعت فتنةُ ابن الزبير سار حُبيشُ بن دَلجةَ القَينيُّ من قُضاعة إلى المدينة يريد قتال ابن الزُّبير، فعقد الحرثُ بن عبد الله المخزوميُّ القُباع، وهو أمير البصرة، للحنتف لواءً، فسار في سبعمئةٍ، وخرج إليهم حُبيش من المدينة، فلقيهُم بالرَّبذة. فقتل الحنتف حُبيشاً وعبيد الله بن الحكم أخا مروان بن الحكم، وانهزم الحجاجُ بن يُوسف، وأبوه يومئذٍ. وقال توسعةُ في ذلك:
ونجَّى يوسف الثقفيَّ ركضٌ ... دراك بعدما سقطَ اللواءُ
ولو أدركتهُ لقضينَ نَحباً ... به ولكلِّ مُخطئةٍ وِقاءُ
ثم سار الحنتف نحو الشام، حتى إذا كان بوادي القُرى سُمَّ في طعامه، فمات هناك.
وبنو ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مُر لصلبه حُبيش ورزام وكعبٌ: يقال لهم الخِشاب. وفيهم يقول جرير من قصيدةٍ طويلة:
أثعلبةَ الفوارِس أم رِياحاً ... عَدلتَ بهم طُهيَّةَ والخشابا
وأمُّ حبيش بن ربيعة أخي رزامٍ وكعبٍ حُطَّى على مثال حُبلى، وبها يُعرف بنوه.

الصفحة 185