كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ (¬1)) (¬2) الْحَدِيثَ.
وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أَسْمَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ، فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَشَوْا الْقَهْقَرَى) (¬3).
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ (¬4): (أَنَا فَرَطُكُمْ (¬5) عَلَى الْحَوْضِ، لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا تَأَهَّبْتُ (¬6) لِأَتَنَاوَلَهُمْ (¬7) اخْتَلَجُوا (¬8) دُونِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ (¬9)، أَصْحَابِي، يَقُولُ: لَا تدري ما أحدثوا (¬10) بَعْدَكَ) (¬11).
وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُمْ مِنَ الدَّاخِلِينَ فِي غِمَارِ (¬12) هَذِهِ الْأُمَّةِ لِأَجْلِ مَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ فِيهِمْ، وَهُوَ الْغُرَّةُ وَالتَّحْجِيلُ (¬13)، لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يكون لأهل الكفر
¬_________
(¬1) في (خ): "الضلال".
(¬2) تقدم تخريجه (ص121).
(¬3) رواه الإمام البخاري في كتاب الفتن من صحيحه، باب ما جاء في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَآصَّةً} (13/ 3)، وفي كتاب الرقاق، باب في الحوض (11/ 466)، ورواه الإمام مسلم في كتاب الفضائل من صحيحه، باب إثبات حوض نبينا صلّى الله عليه وسلّم وصفاته (15/ 55).
(¬4) هو ابن مسعود رضي الله عنه.
(¬5) قال الإمام النووي في شرح مسلم: "قال أهل اللغة: الفرط بفتح الفاء والراء، والفارط هو الذي يتقدم الوارد ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها من أمور الاستقاء، فمعنى فرطكم على الحوض سابقكم إليه كالمهيىء له" (15/ 53).
(¬6) في (م) و (ت): "أهيت"، وفي (ط) و (غ): "أهويت".
(¬7) لفظ البخاري "لأناولهم".
(¬8) قال الإمام النووي في شرح مسلم: "أما اختلجوا، فمعناه اقتطعوا". (15/ 64).
(¬9) في (ت): "ربي".
(¬10) في (ط): "أحدثوه".
(¬11) رواه الإمام البخاري في كتاب الفتن، باب ما جاء في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَآصَّةً} عن ابن مسعود رضي الله عنه (13/ 3)، والإمام مسلم في كتاب الفضائل من صحيحه، باب حوض نبينا صلّى الله عليه وسلّم وصفته، مع اختلاف في بعض الألفاظ (15/ 59)، والإمام أحمد في المسند (1/ 455)، والإمام ابن أبي عاصم في السنة برقم (736، 761، 762).
(¬12) غمار الناس زحمتهم وكثرتهم. انظر: الصحاح (2/ 772).
(¬13) تقدم معنى الغرة والتحجيل (ص123)، ومعرفة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمته بالغرة والتحجيل=

الصفحة 222