كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

النُّبُوَّةَ مُدَّةً، وَزَعَمَ أَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى بِالِاسْمِ الْأَعْظَمِ، وَأَنَّ لِمَعْبُودِهِ أَعْضَاءً عَلَى حُرُوفِ الْهِجَاءِ، عَلَى كَيْفِيَّةٍ يَشْمَئِزُّ مِنْهَا قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، إِلَى إِلْحَادَاتٍ أُخَرَ (¬1).
وَكَذَلِكَ مَنِ اتَّبَعَ الْمَهْدِيَّ الْمَغْرِبِيَّ (¬2) الْمَنْسُوبَ إِلَيْهِ كَثِيرٌ مِنْ بِدَعِ الْمَغْرِبِ، فَهُوَ في التسمية والإثم (¬3) مَعَ مَنِ اتَّبَعَ، إِذَا انْتَصَبَ نَاصِرًا لَهَا، وَمُحْتَجًّا عَلَيْهَا.
وَقَانَا اللَّهُ شَرَّ التَّعَصُّبِ عَلَى غير بصيرة من الحق بفضله ورحمته.
¬_________
=انظر: الملل والنحل للشهرستاني (ص176)، ميزان الاعتدال للذهبي (4/ 160)، الكامل لابن الأثير (4/ 428).
(¬1) انظر: ما كان يقوله من ضلالات في مراجع ترجمته.
(¬2) هو محمد بن عبد الله بن تومرت البربري، المدعى أنه علوي حسني، وأنه الإمام المعصوم، حصل أطرافاً من العلم، وألف عقيدة لقبها بالمرشدة، فيها توحيد وخير بانحراف، فحمل عليها أتباعه، وسماهم الموحدين، ونبز من خالف المرشدة بالتجسيم، وأباح دمه. توفي سنة 524هـ، وترجمته في السير فيها خير وشر، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه دخل في أمور منكرة، وفعل أموراً حسنة.
انظر: منهاج السنة (4/ 99)، سير أعلام النبلاء (19/ 539).
وسوف يتكلم المؤلف عن بعض أعمال أتباعه في (ص320 ـ 321)، وكذلك في المجلد الثاني (من المطبوع) (2/ 226، 348).
(¬3) في (خ) و (ط): "الإثم والتسمية"، وفي (غ): "وفي الإثم".

الصفحة 285