كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

مُشَبِّهًا (¬1)، وَإِنْ كَانَ فِي الرُّؤْيَةِ سَمَّانِي سَالِمِيًّا (¬2)، وإن كان في الإيمان سمّاني مرجئياً (¬3)، (وَإِنْ كَانَ فِي الْأَعْمَالِ، سَمَّانِي قَدَرِيًّا (¬4)) (¬5)، وَإِنْ كَانَ فِي الْمَعْرِفَةِ سَمَّانِي كَرَامِيًّا (¬6)، وَإِنْ كَانَ فِي فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ سَمَّانِي نَاصِبِيًّا (¬7)، وإن
¬_________
(¬1) المشبهة: هم الذين يشبّهون الخالق سبحانه بالمخلوقين سواء في الذات أو الصفات، وأول صدور التشبيه من الروافض كالسبئية، والبيانية، والمغيرية، والهشامية وغيرهم. وأهل البدع يتهمون أهل السنة بالتشبيه لإثباتهم الصفات الثابتة في القرآن والسنة على ما يليق بجلاله سبحانه.
انظر: الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي (ص170)، الملل والنحل للشهرستاني (ص103).
(¬2) هم المنسوبون إلى أبي عبد الله محمد بن سالم المتوفى سنة 297هـ، وابنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم، وقيل: أسسها سهل التستري، وقيل من رجالها أبو طالب المكي صاحب قوت القلوب، وعزا إليهم شيخ الإسلام ابن تيمية بعض الأقوال المحدثة في كلام الله تعالى. انظر: الفتاوى (12/ 319 ـ 320، 527)، وشذرات الذهب لابن العماد (3/ 36).
(¬3) المرجئة: هم الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، فالإيمان عندهم هو معرفة الله ومحبته والإقرار بوحدانيته وترك الاستكبار عليه، ويرون أن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان، وأكثرهم على أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وكانوا يقولون لا تضرّ مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة، وقيل: إن أول من قال بالإرجاء غيلان الدمشقي، قال الشهرستاني: "والمرجئة أربعة أصناف: مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة الخالصة". وأشهر فرق المرجئة الجهمية والأشاعرة ومرجئة الفقهاء.
انظر: الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي (ص151)، الملل والنحل للشهرستاني (ص139 ـ 146)، مقالات الإسلاميين للأشعري (1/ 132 ـ 154)، التنبيه والرد للملطي (ص47).
(¬4) تقدم التعريف بهم (ص11).
(¬5) ما بين المعكوفين ساقط من (ت)، واستدرك في هامشها.
(¬6) هم أصحاب محمد بن كرام السجستاني المتوفى سنة 255هـ، وهم طوائف بلغ عددهم إلى اثنتي عشرة فرقة، ومن ضلالاتهم زعمهم أن الله تعالى جسم له حد ونهاية، وكذلك قولهم بأن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط، دون التصديق بالقلب، ودون سائر الأعمال، وقولهم بوجوب معرفة الله بالعقل، وقولهم بالحسن والقبح العقليين، وتجويزهم عقد البيعة لإمامين في قطرين، ولابن كرام ضلالات في الفقه كقوله بصحة الصلاة في الثوب النجس، وعلى الأرض النجسة، ومع نجاسة ظاهر البدن.
انظر: الفرق بين الفرق (ص116)، الملل والنحل (ص108)، الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (4/ 45، 204 ـ 205).
(¬7) النواصب من أسماء الخوارج كما مرّ (ص11)، ويطلق على من ناصب علياً ـ رضي الله عنه ـ العداء.

الصفحة 29