كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

كَانَ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ سَمَّانِي رَافِضِيًّا (¬1)، وَإِنْ سَكَتُّ (¬2) عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ، فَلَمْ أُجِبْ فِيهِمَا [إِلَّا بِهِمَا] (¬3)، سَمَّانِي ظَاهِرِيًّا (¬4)، وَإِنْ أَجَبْتُ (¬5) بِغَيْرِهِمَا سَمَّانِي بَاطِنِيًّا (¬6)، وَإِنْ أَجَبْتُ بِتَأْوِيلٍ سَمَّانِي أَشْعَرِيًّا (¬7)، وَإِنْ جَحَدْتُهُمَا (¬8) سَمَّانِي مُعْتَزِلِيًّا (¬9)،
¬_________
(¬1) مضى ذكرهم (ص23).
(¬2) في (ر): "سئلت".
(¬3) ساقطة من (ر).
(¬4) الظاهرية: مذهب فقهي أسّسه داود بن علي الأصبهاني الظاهري المتوفى سنة 270هـ، كما يعد الإمام ابن حزم المؤسس الثاني والمقعد لهذا المذهب، ويرى أصحاب هذا المذهب أن مصدر الفقه هو النص فحسب، فلا يأخذون بالقياس، ولا الاستحسان، ولا المصالح المرسلة، قال ابن كثير عن داود الظاهري: قد كان من الفقهاء المشهورين، ولكن حصر نفسه بنفيه للقياس الصحيح، فضاق بذلك ذرعه في أماكن كثيرة من الفقه، وروى عن الإمام أحمد أنه تكلّم فيه بسبب كلامه في القرآن، وأن لفظه به مخلوق.
انظر: البداية والنهاية لابن كثير (11/ 51)، تاريخ المذاهب الإسلامية لأبي زهرة (ص544).
(¬5) في (خ): "أجبتهم"، وفي (ر): "أجبته" في الموضعين.
(¬6) هم الذين قالوا بأن لكل ظاهر باطناً، ولكل تنزيل تأويلاً، وهو من أشهر ألقاب الشيعة الإسماعيلية، وقد زعموا أن محمداً صلّى الله عليه وسلّم أوتي علم التنزيل، وعليّ رضي الله عنه أوتي علم التأويل، وقد تأوّلوا نصوص القرآن والسنّة على ما يوافق أسسهم الضالّة، لهدم الإسلام، وعقائدهم قد خالطتها الفلسفة، بل طغت عليها، ومن المؤسّسين لهذه الدعوة ميمون بن ديصان القداح ومحمد بن الحسين الملقب بدندان، ومنهم حمدان بن قرمط المنسوب إليه القرامطة.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (ص191)، الفَرْق بين الفِرَق (ص213)، تاريخ المذاهب الإسلامية لأبي زهرة (ص54).
(¬7) هم المنتسبون إلى أبي الحسن الأشعري المتوفى سنة ثلاثين وثلاثمائة ونيف، وقد أثبتوا سبعاً من الصفات، وتأوّلوا غيرها من الصفات الخبرية، وقالوا في القدر بالكسب، وفي كلام الله بأنه كلام نفسي إلى غير ذلك مما ذهبوا إليه، وقد تأثر مذهبهم بالمعتزلة من جهة وبالسلف من جهة أخرى، علماً بأن أبا الحسن الأشعري قد عاد إلى مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله كما نصّ على ذلك في كتبه، ومن رجالهم أبو بكر الباقلاني، والغزالي، والبيضاوي، والرازي.
انظر: الملل والنحل (ص94)، تاريخ المذاهب الإسلامية (ص160)، منهج الأشاعرة في العقيدة للدكتور سفر الحوالي.
(¬8) في (م) و (ط): "حجدتهما".
(¬9) المعتزلة: هم أصحاب واصل بن عطاء الغزال، وعمرو بن عبيد بعده، وسموا معتزلة =

الصفحة 30