كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: (مَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ) (¬1).
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي مِثْلِهِ: (إِذَا وَجَدْتَ (¬2) شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقُلْ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *} (¬3)) (¬4)، إِلَى أَشْبَاهِ ذَلِكَ وَهُوَ أصل (¬5) صَحِيحٌ مَلِيحٌ.
وَالثَّانِي: يَرْجِعُ إِلَى النَّظَرِ فِي الكرامات، وخوارق العادات، وما يتعلق بهما (¬6)، مِمَّا هُوَ خَارِقٌ (¬7) فِي الْحَقِيقَةِ أَوْ غَيْرُ خَارِقٍ، وَمَا هُوَ مِنْهَا يَرْجِعُ إِلَى أَمْرٍ نَفْسِيٍّ أَوْ (¬8) شَيْطَانِيٍّ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِهَا، فَهَذَا النَّظَرُ (¬9) لَيْسَ بِبِدْعَةٍ (كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ بِبِدْعَةٍ) (¬10) النَّظَرُ فِي الْمُعْجِزَاتِ وَشُرُوطِهَا، والفرق بين النبي والمتنبي، وهو فن (¬11) من علم الأصول فحكمه حكمه.
والضرب (¬12) الثالث: مَا يَرْجِعُ إِلَى النَّظَرِ فِي مُدْرَكَاتِ النُّفُوسِ مِنَ الْعَالِمِ الْغَائِبِ، وَأَحْكَامِ التَّجْرِيدِ النَّفْسِيِّ، وَالْعُلُومِ المتعلقة بعالم الأرواح،
¬_________
=والإمام ابن أبي عاصم في السنة برقم (658) (1/ 296)، وحسن الشيخ الألباني إسناد ابن أبي عاصم ثم قال عن إسناد أبي داود وأحمد: "قلت وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين".
انظر: ظلال الجنة (1/ 296).
(¬1) رواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان، باب الوسوسة في الإيمان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد ... الحديث" (2/ 153)، والإمام أبو داود في كتاب السنة، باب في الجهمية برقم (4721) (4/ 230).
(¬2) في (غ) و (ر): "وجد".
(¬3) سورة الحديد: آية (3).
(¬4) رواه الإمام أبو داود في كتاب الأدب من سننه، باب في رد الوسوسة عن ابن عباس موقوفاً عليه برقم (5110) (4/ 331)، وقد حسن الشيخ الألباني إسناده كما في صحيح سنن أبي داود (3/ 962).
(¬5) ساقطة من (م) و (خ) و (ت) و (ط).
(¬6) في (خ) و (ط) و (ر): "بها".
(¬7) في (غ): "النظر فيه".
(¬8) في (غ): "و".
(¬9) ساقطة من (م) و (خ) و (ت) و (ط).
(¬10) ما بين المعكوفين ساقط من (غ).
(¬11) ساقط من (خ) و (ط) و (ت) و (غ).
(¬12) ساقطة من (م) و (ت) و (غ) و (ر).

الصفحة 355