كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)
عَيْنٍ حَتَّى تَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلَا تُحْدِثْ فِي دِينِ اللَّهِ حَدَثًا بِرَأْيِكَ" (¬1).
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْقَطَّانِ (¬2): "وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ، مِنْ إِقْرَاءِ كِتَابِ اللَّهِ، وَالتَّحْدِيثِ بِالسُّنَّةِ، أَحَبَّ النَّاسُ أَمْ كَرِهُوا، وَتَرْكِ الْحَدَثِ، حَتَّى إِنَّهُ (¬3) كَانَ لَا يَتَأَوَّلُ شَيْئًا مِمَّا رَوَى، تَتْمِيمًا لِلسَّلَامَةِ مِنَ الْخَطَأِ".
عَلَى أَنَّ أَبَا الْعَرَبِ التَّمِيمِيِّ (¬4) حَكَى عَنِ ابْنِ فَرُّوخَ (¬5) أنه كتب إلى
¬_________
(¬1) في (ر): "تدخلوا".
(¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 380)، وعزاه الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 285) لأبي الفرج ابن مسلمة في مجلس من الأمالي (120/ 2)، وإلى السلفي في الأربعين (20/ 1)، وطرق أربعين السلفي لابن عساكر (54/ 1 ـ 2)، وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 264)، وقال: لا يصح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد غطى بعض الرواة عورة عواره بأن قال: حدثنا أبو همام القرشي وهذا عندي من أعظم الخطأ أن يهرج بكذاب، واسمه محمد بن مجيب، قال يحيى بن معين: كذاب عدوّ الله. وقال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث، وتعقبه السيوطي في اللآلئ المصنوعة بقوله: قلت له طريق آخر. قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شبيب عن محمد بن قدامة المصيصي عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. انظر: الحلية (1/ 222). ثم قال الألباني معقباً على هذا السند: وأنا أتّهم به ابن شبيب هذا، فإن رجال إسناده كلهم ثقات غيره، واتّهمه بالجهالة. وقد حكم عليه الألباني بالوضع كما في السلسلة الضعيفة، وله كلام جيد في هذا الموضع (1/ 285).
(¬3) لم يتبين لي المراد بابن القطان هنا.
(¬4) في (ت): "إن"، وسقطت من (ر).
(¬5) هو محمد بن أحمد بن تميم بن تمام التميمي، سمع من جماعة أصحاب سحنون، وأكثر رجال أفريقية. وكان رجلاً صالحاً ثقة، عالماً بالسنن والرجال، كثير الكتب، حسن التقييد. ألّف طبقات علماء أفريقية، وكتاب عباد أفريقية، ومسند حديث مالك، وكتاب التاريخ. توفي سنة 333هـ.
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (2/ 334)، سير أعلام النبلاء (15/ 394).
(¬6) هو أبو محمد عبد الله بن فروخ الفارسي، فقيه القيروان في وقته، كان مولده سنة 115هـ، ثم انتقل إلى أفريقية فسكن القيروان وأوطنها، ثم رحل إلى المشرق ولقي جماعة من العلماء منهم مالك وأبو حنيفة والثوري، وكان اعتماده في الحديث والفقه على مالك بن أنس وبصحبته اشتهر، وكان فقيهاً ورعاً رحمه الله. توفي بمصر سنة 175هـ.
انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/ 339)، الكاشف للذهبي (2/ 105)، تقريب التهذيب لابن حجر (1/ 440).