كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

فاعمل على بصيرة، ونية (¬1) وحسبة (¬2)، فَيَرُدُّ اللَّهُ بِكَ الْمُبْتَدِعَ وَالْمَفْتُونَ الزَّائِغَ الْحَائِرَ، فَتَكُونُ خَلَفًا مِنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأحيِ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ، فَإِنَّكَ لَنْ تَلْقَى اللَّهَ بِعَمَلٍ يُشْبِهُهُ" (¬3).
انْتَهَى مَا قَصَدْتُ إِيرَادَهُ مِنْ كَلَامِ أَسَدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَهُوَ مِمَّا يُقَوِّي (¬4) جَانِبَ الْإِقْدَامِ، مَعَ مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ فَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ كَلَامِهِ فِي خُطْبَتِهِ، أَنْ قَالَ: "وَاللَّهِ إِنِّي (¬5) لَوْلَا أَنْ أُنْعِشَ (¬6) سُنَّةً قَدْ أُمِيتَتْ، أو أميت (¬7) بدعة قد أحييت، ما أحببت (¬8) أَنْ أَعِيشَ فِيكُمْ فُوَاقاً (¬9) " (¬10).
وَخَرَّجَ ابْنُ وَضَّاحٍ في كتاب القطعان (¬11) من حديث (¬12) الْأَوْزَاعِيِّ (¬13) أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَزَالَ لِلَّهِ نُصَحَاءُ فِي الْأَرْضِ مِنْ عِبَادِهِ يَعْرِضُونَ أَعْمَالَ الْعِبَادَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَإِذَا وَافَقُوهُ حَمِدُوا اللَّهَ، وَإِذَا خَالَفُوهُ عَرَفُوا بِكِتَابِ اللَّهِ ضَلَالَةَ مَنْ ضَلَّ، وَهُدَى مَنِ اهتدى، فأولئك خلفاء الله" (¬14).
¬_________
(¬1) ساقطة من (غ).
(¬2) في (م) و (خ) و (ت) و (ط): "حسنة".
(¬3) أورد هذا النص عن أسد بن موسى الإمام ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص12).
(¬4) في (ت): "مقوي" بدل قوله "مما يقوي".
(¬5) ساقطة من (ت).
(¬6) أنعش أي أرفع. ونعشه الله أي رفعه. الصحاح للجوهري (3/ 1021).
(¬7) في (خ) و (ط) و (ر): "أو أن أميت".
(¬8) ساقطة من (م) و (خ) و (ت).
(¬9) الفواق والفواق ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر، ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فواقاً. الصحاح للجوهري (4/ 1546).
(¬10) رواه ابن سعد في الطبقات عنه (5/ 344)، وأبو نعيم في الحلية عند ترجمة عمر بن عبد العزيز ضمن خطبة له (5/ 297)، وابن نصر المروزي في السنة بلفظ أطول (ص13)، وابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز (ص42).
(¬11) هو كتاب لابن وضاح في الحديث. انظر ترجمته (ص39).
(¬12) في جميع النسخ: "وحديث"، والمثبت ما في (غ) و (ر).
(¬13) تقدمت ترجمته (ص18).
(¬14) لم أعثر على تخريجه لعدم وجود كتاب القطعان.

الصفحة 42