كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

لِلْغُرَبَاءِ، قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُصْلِحُونَ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ (¬1) " (¬2).
وَفِي رواية: قيل: ومن الغرباء (¬3)؟ قال: "النُّزَّاع (¬4) من القبائل" (¬5)،
¬_________
= فاختلف المفسّرون في معنى قوله تعالى: {طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}، فروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ معناه فرح وقرّة عين، وقال عكرمة: نعم ما لهم ... وقيل: شجرة في الجنّة، وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث، والله أعلم". انظر صحيح مسلم بشرح النووي (2/ 176).
(¬1) في (غ): "الزمان".
(¬2) رواه الإمام الآجري في كتاب الغرباء عن عبد الله بن مسعود (ص19)، والإمام الداني في كتاب السنن الواردة في الفتن (25/ 1) عنه أيضاً. وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعنه. قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: اختلط بآخره (2/ 73)، وانظر تهذيب التهذيب (8/ 63).
ولكن الحديث صح بشواهده، قال الشيخ الألباني: له شاهدان من حديث سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمرو بن العاص عند الداني بإسنادين صحيحين، ومن شواهده حديث جابر بن عبد الله، وحديث سهل بن سعد، وحديث عبد الرحمن بن سنه، وأصل الحديث في مسلم عن أبي هريرة وليس فيه السؤال (2/ 176). وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة (3/ 267) برقم (1273)، وقد استقصى روايات حديث الغربة ودرس أسانيدها الشيخ سليمان العودة في كتابه الغرباء الأولون (ص27 ـ 47).
(¬3) في (ط): "ومن الغرباء يا رسول الله".
(¬4) في (ط): "النزوع". والنزاع جمع نزيع وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، والنزائع من الإبل: الغرائب. انظر شرح السنة للإمام البغوي (1/ 118).
(¬5) روى الحديث بهذه الزيادة الإمام ابن ماجه في سننه في كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريباً عن عبد الله بن مسعود ولفظه: "إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء. قال: قيل: ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل"، برقم (3988) (2/ 1320)، ورواه الإمام الدارمي في كتاب الرقاق عن ابن مسعود بنحوه ورقمه (12755) (2/ 402)، ورواه الإمام ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص72)، وابن أبي شيبة في المصنف (13/ 236)، والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (ص23)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 297)، والآجري في الغرباء (ص21 ـ 22)، والبيهقي في الزهد الكبير (ص208)، والبغوي في شرح السنة في كتاب الإيمان وقال: صحيح غريب (1/ 118) كلهم عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود.
وإسناد الحديث ضعيف لأن أبا إسحاق مدلس كان قد اختلط وقد عنعنه في جميع =

الصفحة 7