كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 1)

وَهَذَا مُجْمَلٌ، وَلَكِنَّهُ (¬1) مُبَيَّنٌ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى. وَجَاءَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ: "بَدَأَ (¬2) الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ (¬3)، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ حِينَ يَفْسُدُ النَّاسُ" (¬4).
وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ وَهْبٍ (¬5) قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ (¬6) وَالسَّلَامُ: "طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُمْسِكُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ حِينَ يُتْرَكُ (¬7)، وَيَعْمَلُونَ بِالسُّنَّةِ حِينَ تُطفى" (¬8).
وَفِي رِوَايَةٍ: "إن الإسلام بدأ (¬9) غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى
¬_________
= طرقه، وتقدم الكلام عنه في الحديث الذي قبله. وانظر كلام الشيخ الألباني عن هذه الزيادة في السلسلة الصحيحة عند ذكر حديث الغربة (3/ 270).
(¬1) في (خ): "مجمل بل ولكنه ... ".
(¬2) في (خ): "بدأ"، وفي (ط): "بدئ".
(¬3) في (م): "بدى"، وكذلك في (ط).
(¬4) رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، باب في نقض عرى الإسلام عن سالم بن عبد الله يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكره مع تكرار قوله: "فطوبى للغرباء ... " (72)، ورواه البيهقي في الزهد الكبير عن عبد الله بن عمر برقم (203) (ص147)، وفي سنده يحيى بن المتوكل وهو شديد الضعف جداً. انظر: تهذيب التهذيب (11/ 270)، وميزان الاعتدال للذهبي (1/ 404).
(¬5) هو عبد الله بن وهب بن مسلم، الإمام شيخ الإسلام، أبو محمد الفهري، مولاهم المصري الحافظ، مولده سنة 125هـ. لقي بعض صغار التابعين، وكان من أوعية العلم، ومن كنوز العمل. حدّث عنه خلق كثير وبَعُد صيته. قال عنه ابن عيينة: هذا شيخ أهل مصر، وقال الذهبي: موطأ ابن وهب كبير لم أرَه، وله كتاب الجامع، وكتاب البيعة وغيرها. مات سنة 197هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (9/ 223)، ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/ 421)، تهذيب التهذيب لابن حجر (6/ 71).
(¬6) ساقطة من (غ) و (ر).
(¬7) في (غ): "يتركون".
(¬8) أخرجه الإمام ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنها، باب في نقض عرى الإسلام عن بكر بن عمرو المعافري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "طوبى للغرباء ... " وذكره بلفظه (ص72)، وبكر بن عمرو قال عنه ابن حجر صدوق عابد من السادسة، مات في خلافة أبي جعفر بعد الأربعين. انظر: التقريب (1/ 106).
وهذه الطبقة لم تلق الصحابة رضي الله عنهم كما بيَّن ذلك ابن حجر في مقدمته على التقريب (1/ 6)، وقال الذهبي: "مات شاباً ما أحسبه تكهل، وكان ذا فضل وتعبّد، محله الصدق". انظر: الميزان (1/ 347)، تهذيب الكمال (1/ 158)، فالحديث بهذا الإسناد معضل.
(¬9) في (خ): "بدأ"، في الموضعين، وفي (ط): "بدى" كذلك في الموضعين.

الصفحة 8