كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 1)

ينكر من عقلها شيء.
وعن نوفل بن أبي عقرب أن الحجاج دخل عليها بعد ما قتل ابنها عبد الله بن الزبير فكان فيما قال لها: كيف رأيت صنعتي بعدو الله ابن الزبير؟ فقالت: رأيت أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، ولقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، وأما نطاق فكنت أحمل فيه الطعام لأبي ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهما في الغار، وأما النطاق الآخر فلا بد لي من نطاق، ثم ذكرت -أحسبه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يكون في ثقيف مبير وكذاب، أما الكذاب فقد رأيناه؛ وأما المبير فلا إخاله إلا أنت فخرج من عندها متغيرًا وجهه" (¬1).
وروى الحديث (¬2) عن سفيان كما رواه الشافعي: الحميدي (¬3)، وابن أبي عمر، ومن روايته أخرجه الترمذي (¬4)، وعن مالك كما رواه الشافعي: عبد الله بن يوسف وأخرجه البخاري في "الصحيح" (¬5) من روايته، وعبد الله بن [مسلمة] (¬6) ومن روايته أخرجه أبو داود (¬7). ورواه عن هشام كما رواه ابن عيينة: مالك، وحماد بن سلمة، ويحيى بن سعيد، وابن نمير، ووكيع (¬8)، وأبو خالد الأحمر. ورواه عن فاطمة كما رواه هشام: مُحَمَّد بن إسحاق.
¬__________
(¬1) رواه مسلم بنحوه -باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها - (2545/ 229).
(¬2) هو حديث أسماء المذكور في حاشية الصفحة السابقة برقم [8].
(¬3) "مسند الحميدي" (320).
(¬4) "جامع الترمذي" (138).
(¬5) "صحيح البخاري" (306).
(¬6) في "الأصل": سلمة خطأ. والمثبت من "السنن". وعبد الله بن مسلمة: هو القعنبي.
(¬7) "سنن أبي داود" (365).
(¬8) ومن روايته أخرجه مسلم (291/ 110) عن أبي بكر بن أبي شيبة.

الصفحة 81