كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 1)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منحة السلوك

وبعضهم قالوا من وله يوله، أي: تحيَّر (¬١).
وبعضهم قالوا: من تألَّه يتألَّه أي: تضرَّع (¬٢).
وبعضهم قالوا: من لاه يلوه، أي: احتجب (¬٣).
فإن قلت: كيف نُراعي هذه المعاني في لفظة الله؟
قلت: مراعاتها ظاهرةٌ.
أما الأول: فلسكون الخلق إليه.
---------------
(¬١) وهو اختيار الخليل بن أحمد، فأصل إله عنده ولاه من الوله، والتحير. وقد أبدلت الواو همزة؛ لانكسارها. فقيل إله: كما قيل: في وعاء إعاء، وفي شاح أشاح، ثم أدخلت عليه الألف، واللام، وحذفت الهمزة، فقيل: الله.
قال ابن فارس: فأما قولهم: في التحير أله يأله، فليس من الباب؛ لأن الهمزة واو.
اشتقاق أسماء الله ص ٢٦، معجم مقاييس اللغة ٦/ ١٤٠ باب الواو واللام وما يثلثهما مادة "وله"، لسان العرب ١٣/ ٤٦٧ مادة إله، الجامع لأحكام القرآن ١/ ٧٢، إملاء ما من به الرحمن ١/ ٥، معجم مقاييس اللغة ١/ ١٢٧ باب الهمزة واللام وما يثلثهما مادة أله، معنى لا إله إلا الله لبدر الدين الزركشي ص ١١٠.
(¬٢) وهو اختيار الضحاك وأبي علي الفارسي.
إملاء ما من به الرحمن ١/ ٥، لسان العرب ١٣/ ٤٦٩ مادة أله، الجامع لأحكام القرآن ١/ ٧٢.
(¬٣) وقيل: إنه مشتق من الارتفاع، وكانت العرب تقول لكل شيء مرتفع: لاهًا، وكانوا يقولون: إذا طلعت الشمس لاهت. وقيل أصله: وِلاهٌ فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك؛ لكون كل مخلوق، والهًا نحوه، إما بالتسخير فقط، كالجمادات والحيوانات. وإما بالتسخير والإرادة معًا، كبعض الناس.
الجامع لأحكام القرآن ١/ ٧٣، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص ٢١.

الصفحة 42