كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 1)

وعرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحفظ عنه علما مباركا وكان رأسا في العلم والعمل. وفي الصحيحين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، وفي لفظ أمرني أن أقرئك القرآن. قال: آلله سماني لك؟ قال: نعم، قال: وذكرت عند رب العالمين؟ قال: نعم. فذرفت عيناه" (¬1). وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليهنك العلم أبا المنذر". (¬2)
كان من أصحاب العقبة الثانية، وكان عمر يسميه سيد المسلمين. أخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم، وعده مسروق في الستة من أصحاب الفتيا.
وفي تاريخ موته اختلاف، قال الهيثم بن عدي: مات سنة تسع عشرة، وقيل اثنتين وعشرين، وقيل سنة ثلاثين، والله أعلم.

موقفه من المبتدعة:
- جاء في الإبانة: قال أبيّ: (هلك أهل العقدة ورب الكعبة هلكوا وأهلكوا كثيرا، والله ما عليهم آسى ولكن آسى على ما يهلكون من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -). يعني: بالعقد الذين يعتقدون على الآراء والأهواء والمفارقين للجماعة. (¬3)
- وفيها: عن مسروق قال: سألت أبي بن كعب عن شيء، فقال:
¬_________
(¬1) أحمد (3/ 185و284) والبخاري (7/ 160/3809) ومسلم (1/ 550/799) والترمذي (5/ 624/3792) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
(¬2) أحمد (5/ 141 - 142) ومسلم (1/ 556/810) وأبو داود (2/ 151/1460).
(¬3) الإبانة (1/ 2/340/ 207).

الصفحة 31