كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 1)
سبيل الضلالة، ومن شبهات الأمور، ومن الزيغ والخصومات. (¬1)
أنس بن مالك (¬2) (92 هـ)
أنس بن مالك بن النَّضْر بن ضَمْضَم الإمام المفتي المقرئ المحدث، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، نزيل البصرة، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخادمه. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علما جما، وعن أبي بكر وعمر وعثمان وعدة، وروى عنه خلق عظيم منهم الحسن، وابن سيرين والشعبي وغيرهم، وبقي أصحابه الثقات إلى بعد الخمسين ومائة، وبقي ضعفاء أصحابه إلى بعد التسعين ومائة، وبقي بعدهم ناس لا يوثق بهم. فعن أنس قال: "قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وكن أمهاتي يحثثنني على خدمته" (¬3). وغزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير مرة، وبايع تحت الشجرة. وعنه قال: "جاءت بي أمي؛ أم أنس، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أزرتني بنصف خمارها وردتني بنصفه، فقالت: يا رسول الله. هذا أنيس ابني، أتيتك به يخدمك،
¬_________
(¬1) جامع بيان العلم وفضله (2/ 1179) وذكره الشاطبي في الاعتصام (1/ 116).
(¬2) طبقات ابن سعد (7/ 17 - 26) والاستيعاب (1/ 109 - 111) والإصابة (1/ 126 - 129) والبداية والنهاية (9/ 88 - 92) وتذكرة الحفاظ (1/ 44 - 45) وسير أعلام النبلاء (3/ 395 - 406) ومجمع الزوائد (9/ 325) والمستدرك (3/ 573 - 575) وشذرات الذهب (1/ 100 - 101) وتهذيب الكمال (3/ 353 - 378).
(¬3) أحمد (3/ 110) مسلم (3/ 1603/2029 (125)) من طريق زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس قال: فذكره. والطرف الأخير من الحديث الذي فيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيمن فالأيمن" أخرجه أحمد (3/ 113و97) والبخاري (5/ 38/2352) ومسلم (3/ 1603/2029) وأبو داود (4/ 113 - 114/ 3726) والترمذي (4/ 271/1893) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". والنسائي في الكبرى (4/ 193/6861و6862) وابن ماجه (2/ 1133/3425) كلهم من طرق عن ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه فذكره.