كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 1)
وقال جعفر بن أبي المغيرة: كان ابن عباس بعد ما عمي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه يقول: تسألوني وفيكم ابن أم دهماء؟ يعني سعيد بن جبير. وعن سعيد بن جبير قال: سأل رجل ابن عمر عن فريضة فقال: ائت سعيد ابن جبير فإنه أعلم بالحساب مني، وهو يفرض فيها ما أفرض. قتله الحجاج سنة خمس وتسعين، فأهلكه الله بعده بخمسة عشر يوما، وقيل أربعين يوما.
موقفه من المبتدعة:
- روى عبد الله بن الإمام أحمد عن أبي المختار قال: شكا ذر سعيد بن جبير إلى أبي البختري الطائي فقال: مررت فسلمت عليه، فلم يرد علي، فقال أبو البختري لسعيد بن جبير، فقال سعيد: إن هذا يجدد كل يوم دينا، لا والله لا أكلمه أبدا. (¬1)
- وروى الدارمي عن أيوب عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخذف (¬2) وقال: إنها لا تصطاد صيدا ولا تنكي عدوا، ولكنها تكسر السن وتفقأ العين، فرفع رجل بينه وبين سعيد قرابة شيئا من الأرض فقال: هذه، وما يكون هذه؟! فقال سعيد: ألا أراني أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم تهاون به، لا أكلمك أبدا. (¬3)
- وجاء في السير عن سعيد بن جبير في قوله: {فَإِنْ كُنْتَ في شَكٍّ
¬_________
(¬1) السنة لعبد الله (ص.90) والإبانة (2/ 7/891/ 1240) وأصول الاعتقاد (5/ 1062 - 1063/ 1812).
(¬2) تقدم تخريج المرفوع منه ضمن مواقف عبد الله بن مغفل سنة (57هـ).
(¬3) الدارمي (1/ 177) وذم الكلام (ص.96) مختصرا.