كتاب تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (اسم الجزء: 1)

يذهب إلى إمام من أئمة القراء مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئتها.
ونستطيع أن نقول: إن الدافع وراء اهتمام المسلمين بهذا العلم والتصنيف فيه خشية جماعة القراء من أن تتأثر قراءة القرآن باللكنة الأعجمية لا سيما بعد دخول الفرس في الإسلام أفواجًا، ومن ثم اهتم هَؤُلَاءِ بضبط القراءات القرآنية وجعلوها علمًا كسائر العلوم.
وبرز في علم القراءات رجال كثيرون، من أشهرهم:
1 - عبد اللَّه بن عامر بدمشق، توفي 118 هـ.
2 - عبد اللَّه بن كثير بمكة (توفي: 120 هـ).
3 - أبو بكر عاصم بن أبي النجود بالكوفة، توفي 128 هـ.
4 - حمزة بن حبيب الزيات بالكوفة، توفي 156 هـ.
5 - أبو عمر بن العلاء المازني بالبصرة (توفي: 164 هـ).
6 - نافع بن أبي نافع بالمدينة (ت: 167 هـ)، وأخذ عنه أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش (توفي 197 هـ)، وهو الذي يقرأ له أهل المغرب.
7 - أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي بالكوفة، توفي 189 هـ.
وهَؤُلَاءِ هم المعروفون بالقراء السبعة الذين فاقوا غيرهم في الإتقان والضبط، ويليهم في الشهرة:
8 - أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، توفي 130 هـ.
9 - يعقوب بن إسحاق الحضرمي، توفي 205 هـ.
10 - خلف بن هشام البزار توفي 229 هـ.
وقراءات ما عدا هَؤُلَاءِ العشرة قراءات شاذة.
والحق أن أول من تتبع وجوه القراءات، وتقصى أنواع الشاذ منها، وبحث أسانيدها وميز فيها الصحيح من الموضوع هارون بن موسى القاري، (ت: 179 هـ). أما أول من صنف في القراءات فهو أبو عبيد القاسم بن سلام (ت: 244 هـ).
وخليق بنا أن نسجل في هذا المقام الملاحظة التالية، وهي أن أكثر القراء وأشهرهم وأبرز من دونوا في علم القراءات قد ظهروا في العصر العباسي، وفي الفترة التاريخية التي

الصفحة 60