حديثًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مني إلا ما كان من عبد اللَّه بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب (¬1).
وفي "الصحيح" أيضًا عنه أنه قال: إن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواني من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وكنت امرءًا مسكينًا ألزم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ملء بطني؛ فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا، وقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث يحدثه: "إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أحَدٌ ثَوْبَهُ حتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتي هَذِهِ ثُمَّ يَجْمَعَ إِلَيهِ ثَوْبَهُ إِلَّا وَعَى مَا أَقُولُ".
قال: فبسطت نمرة كانت عليَّ حتى إذا قضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك من شيء (¬2).
وفي "صحيح مسلم" أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ أَبَا هُرَيْرَةَ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤمِنينَ". قال أبو هريرة -رضي اللَّه عنه-: فلا يسمع بي مؤمن إلا أحبني (¬3).
وَفَضَائِلُهُ كَثِيرَةٌ.
توفي في قصره بالعقيق على أميال من المدينة سنة ثمان وخمسين في قول الأكثرين -وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة تسع- وحمل إلى المدينة فدفن بها، وكان سِنُّه يوم مات ثمانيًا وسبعين سنة -رضي اللَّه عنه-.
اتفق البخاري ومسلم على إخراج هذا الحديث من عدة طرق:
فأَمَّا طَرِيقُ طَاوُسٍ: فرواها البخاري عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب (¬4). وأخرجها مسلم عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة (¬5). وعن محمد ابن حاتم، عن بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد، كلاهما عن عبد اللَّه بن طاوس،
¬__________
(¬1) رواه البخاري (113).
(¬2) رواه البخاري (2047).
(¬3) رواه مسلم (2491) ضمن حديث دعاء أبي هريرة أمه للإسلام.
(¬4) "صحيح البخاري" (3486).
(¬5) "صحيح مسلم" (855).