كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني الأمير أبو المفاخر بدران بن فتوح بن سلطان العقيلي بمحروسة حلب –بخانكاه القصر- وكان وردها رسولاً في سنة سبع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن عمر المعلم الجزري لنفسه ما كتبه إلى والدي /31 ب/ وكان قد أحاله بشيء من النفقة على غلام له اسمه أحمد فعوّقها عليه:
[من مجزوء الرجز]
يا من رقى إلى العلا ... والمجد أعلى طبقه
ومن ترى غرَّته ... مثل الهلال مشرقه
إعلم بأن أحمداً ... هذا النَّقيف العنفقه
لحاله تعلمها ... عوَّق عنِّي النَّفقه
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني المذكور لنفسه، وقد أحضرته زوجته إلى مجلس القاضي وشكت منه ما يضع في حقّها: [من الكامل]
يا سيِّدي القاضي ويا زين الورى ... لي زوجة وأريد منك تصكُّها
آتي لها في كلِّ يوم بكرةً ... رأسين من قبل الصَّباح تفكُّها
والظُّهر آتي الدَّار أطرح عندها ... رطلين من سمك تقوم تحكُّها
وشرائحًا ... في سفُّودنا ... عند العشاء تقوم فيه تشكُّها
وإذا أتانا اللَّيل أضرب خرقها ... حتَّى الصَّباح وبعد ذاك أبكُّها
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني أبو إسحاق لنفسه /32 أ/ من أبيات:
[من المتقارب]
تزوَّجت إمرأة مغنيه ... وكانت بطلعتها مفتنه
ولكنَّها عند شغل يكون ... تقاصر عنه وتبدي السِّنه
وبعد ذلك هذا البيت مضمَّن:
دعوه فقد ساء تدبيره ... سيضحك يومًا ويبكي سنه

الصفحة 100