كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أمم علاه حتَّى ترى ملكًا ... يغنيك في دسته عن القمر
كالبحر حدِّث عنه ولا حرج ... وهو بحار الأخبار والسِّير
[21]
إبراهيم بن عيسى بن المعلَّى بن مسلمة، أبو إسحاق الرافقيُّ.
شاعر فاضل. وكان والده من كبراء أهل الأدب والفضل؛ وسيأتي شعره مكانه من هذا الكتاب. وكان حيًا في سنة خمس وستمائة.
صار إلى ديوان والده، وقد رتبه إبراهيم هذا وشرح ما فيه من الأمثال العربية والألفاظ اللغوية؛ كل ذلك يسنده إلى والده.
وحدّثني القاضي أبو القاسم بن أبي جرادة، قال: قدم أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى حلب بعد الستين والخمسمائة، ومدح جماعة من أكابرها وأماثلها، وأنشأ خمسين مقامة. وفيها من نظمه قوله:
/34 ب/ لا يأمن الدَّهر خلق في تقلُّبه ... فالدَّهر بالسُّوء والمكروه دوَّار
أعزَّ قومًا لئامًا لا خلاق لهم ... وذلَّ فيه بحكم الله أحرار
وصار ذو العسر فيه موسراً صلفًا ... وعاد فيه لدى الإيسار إعسار
وقال أيضًا مما ضمنها المقامات: [من الخفيف]
إسأل العرف إن سألت جواداً ... لم يزل يعرف الغنى واليسارا
ليس إجلالك الكبار بذلًّ ... إنَّما الذُّلُّ أن تجعلَّ الصِّغارا
ومن شعره أيضًا فيها: [من السريع]
نحن الألى ما أمَّنا قاصد ... يرجو النَّدى إلاَّ منحناه
ولا أتانأ خائف يشتكي ... إلاَّ أزلنا عنه شكواه

الصفحة 103