كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

كيف التَّسلِّي عن قضيت مائس ... يهتزُّ لا من شمال وشمول
أخشى عليه من النَّسيم وربما ... كان النَّسيم إلى الحبيب رسولي
كلفي به لا ينتهي وتولُّهي ... ما حيلتي قد حار فيه دليلي
قمر دجاه شعره وصباحه ... من وجهه بدر بغير أفول
حجب الكرى عن ناظري وحمى الحمى ... من لحظه بالصَّارم المصقول
جفني حكى ليل الوصال وصدُّه ... يحكي ليالي هجره في الطُّول
[23]
إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل، أبو إسحاق النقاش.
كانت ولادته بدمشق سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. ودخل بغداد في سنة ستين؛ /37 أ/ وأصله من بغداد، وهو من بيت الوكيل القضاة الذين يعرفون ببيت الشطويّ.
كان شيخًا فاضلاً؛ له كلام حسن على لسان أهل الحقيقة، وأشعار حسنة، وألفاظ عذاب. وقد صنَّف في ذلك كتابًا في رقاع، ما أظنّه بيّضه لاشتغاله بالكسب ونقش الصُّفر.
توفي يوم عرفة سنة أربع وعشرين وستمائة ببغداد، ودفن بالشونيزية.
قال: أنشدني لنفسه: [من الطويل]
ومن لم يتب والدَّمع مسهر جفنه ... إذا ضحك الباكون أصبح باكيا
وكيف ينام اللَّيل من طعم الهوى ... وما أنفكَّ مهجوراً وما كان ساليا
وعن وجده تروي بلابل قلبه ... أحاديث من أمسى لظى الحبِّ صاليا

الصفحة 106