كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وكان شاعراً مقلاً، له ديوان. وكان شيخًا ظريفًا، كيِّسًا لطيفًا من أبناء المتصرفين، مطبوع الشعر رقيقه. وكان يخدم في أعمال السواد، ومساحة المزروعات، وفسمة الغلات.
أنشدني أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله البغدادي، بمدينة السلام سنة تسع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني أبو محمد إبراهيم بن أبي النجم بن عبد الرزاق البغدادي لنفسه، يمدح الإمام المستنصر بالله /38 ب/ أمير المؤمنين –خلّد الله ملكه-: [من الكامل]
دعني وشرب الخندريس المسكر ... من كفِّ ذي طرف غضيض أحور
كالبادر ذي وجه منير مشرق ... كالغصن ذي قد رشيق أسمر
رشأ ردينيِّ القوام مهفهف ... فتن الآنام بورد خدًّ أحمر
لم أضح مسلوب الفؤاد متيَّمًا ... في حبِّه مضنًى بلون أصفر
الأَّ لوجدي في هواه ولوعتي ... [و] لما لقيت من العذار الأخضر
أضنوا من الشَّمس المنيرة وجهه ... فاق الملاح بمنظر وبمخبر
شاد يغنِّيني إذا استنشدته ... مدح الإمام الظَّاهر المستنصر
ملك سحاب بنانه ونواله ... متدفِّق كالعارض المثعنجر
خير البريَّة من ذؤابة هاشم ... من معشر أكرم بهم من معشر
لا زال في عزٍّ وظلِّ سعادة ... وسلامة تبقى بقاء الأعصر
وأنشدني أيضًا، قال: أ، شدني لنفسه يمدحه: [من المجتث]
أنا صبٌّ بجؤذر ... فاتر الطَّرف أحور
ذي قوام مهفهف ... كالرُّديني أسمر
/39 أ/ قد سباني بمنظر ... زانه حسن مخبر

الصفحة 108