كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ونجدٍّ مورَّد ... اسمر اللَّون أحمر
فوقه ورد وجنة ... تحت خال معنبر
ليس يرثي لعاشق ... مستهأم محيَّير
ناحل الجسم مذهبً ... شاحب اللَّون أصفر
باع فيه صفو الحياة بعيش مكدَّر
وأشترى ذلَّة الخضوع بعزِّ التَّصبُّر
طائعًا باع نفسه ... في الهوى غير مجبر
مثل ما باع نفسه ... في القريض المحبَّر
بعطايا مولى الأنام الإمام المستنصر
باع خير الشِّعر الرَّقيق على خير مشتري
ملك سيل كفِّه ... كالسَّحاب المثعنجر
ملك طيب ذكره ... كالنَّسيم المعنبر
وبريَّاه طاب كلُّ خطيب ومنبر
وله ذكر ليث هزبر غضنفر
/39 ب/ وبه راق للورى ... كلُّ عيش مكدَّر
يا أبا جعفر الَّذي ... كفُّه ألف جعفر
دمت في العزِّ والعلا ... ألف عام مكرَّر
وهو القائل في غلام اسمه بدران، أنشدني أبو الحسن علي بن الأنجب بن عثمان بن عبيد الله البغدادي بمدينة السلام، قال: أنشدني أبو محمد لنفسه:
[من الخفيف]
وغرير مهفهف القدِّ أحوى ... حار فيه عقلي ولبِّي وحسِّي
قلت: من أين قد أتيت. وما الإسم لأحظى منه بقرب وأنس
قال: بدران، قلت: تصدق والله وأضوا من كلِّ بدر وشمس!
وقال أيضًا يتغزل: [من مجزوء الرمل]
وغزال ريقه القرقف درياق اللَّديغ
من ظباء التُّرك معسول اللَّمى دون البلوغ

الصفحة 109