كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ذي جمال حار فيه ... كلُّ منطيق بليغ
أسبغ الحسن عليه ... ظلَّه أيَّ سبوغ
/41 أ/ وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني إبراهيم بن أبي النجم الكاتب البغدادي لنفسه يمدح أمير المؤمنين المستنصر بالله – خلّد الله ملكه-: [من الكامل]
شرف الزَّمان بدولة المستنصر ... الطَّيِّب الأصل الكريم العنصر
/41 ب/ وبعصر مولانا الخليفة ذي النُّهى ... والعدل والإحسان فخر الأعصر
ملك حذا في صومه وصلاته ... وصلاته حذو النَّبيِّ المنذر
مولى صفا للنَّاس في أيَّامه ... بالجود والمعروف كلُّ مكدًّر
ولعظم سطوته وشدَّة بأسه ... خضع الملوك وذلَّ كلًّ غضنفر
وبد له أمن الأنام نوائب الدَّهر الخؤون وآن يسر المعسر
والدَّهر وافى النَّاس بعد قطوبه ... بضياء وجه ضاحك مستبشر
وحنا الزَّمان على الأنام وزال ما ... في قلبه من وحشة وتنمُذر
دامت له النَّعماء ما صرع الدُّجى ... فجر وصال بنور صبح مسفر
[26]
إبراهيم بن قصربا بن عبد الله، أبو إسحاق الموصليُّ التركيُّ الصلاحيُّ الصوفيُّ.
كان والده مولى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب –رحمه الله تعالى- وكان اسمه أيدمر فسمّى نفسه إبراهيم.
لقيته بظاهر حلب المحروسة ببانقوسا يوم الأحد سادس ربيع الأول سنة ستّ وثلاثين وستمائة؛ فرأيته شيخًا حسنًا بهيًا جميلاً.
وذكر لي أنه ولد بالموصل في سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وكان في بدء أمره

الصفحة 110