كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

جنديًا استخدمه الأمير ركن الدين ملكشاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آقسنقر.
ثم ترك الجندية في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وأقبل على الصلاة والقيام بوظائف الله تعالى، ومعاشرة الفقراء والمتصوفة، وصحبة ذوي الأحوال ومخالطتهم، والتنقل في البلدان، والاشتغال بالعبادة، وتزيّا بزي السلف الصالحولبس قميصًا قصيراً، وطاف البلاد وتوغلها، ونظم أشعاراً كثيرة في الغزل.
ثم سافر إلى دمشق ولم يزل بها مستوطنًا إلى أن توفي بها في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين وستمائة –رحمه الله تعالى-.
/42 ب/ رأيته بإربل ولم آخذ عنه من شعره شيئًا. نقلت من خطّه قوله في الغزل، وأنشدنيه بحلب: [من الخفيف]
يسبح الورد في الخدود باس ... في بياض يزهو على القرطاس
ما يرى من توقُّد الخدِّ كألجمر فذاك اللَّهيب من أنفاسي
رشأ ذلَّت الفوارس لمَّا ... صاد أسد الشَّرى من الأخياس
بعيوان أعاذنا الله ممَّا ... فعلت يوم حاجر بالنَّاس
فتكت بالقلوب تحت دروع ... سابغات فمالها من آسي
وجبين كأنه صبح وصل ... بشَّر المستهام بعد الإياس
وقوام كأنَّه خوط باًن ... ربِّ عفواً عن زلَّتي وقياسي
إ، أكن قد غلطت فيه فقد ... شبِّه نور الإله بالنِّبراس
لم يزرني إلاَّ إذا عسعس اللَّيل بطيف الخيال عند نعاسي
هو سهل فيما أحاول حتَّى ... أطلب الوصل فهو صعب المراس
ربَّ وقت نادمته فسقاني ... من سلاف الثُّغور لا من كاس
قال: هاك المدام قلت: بطيب ... قال: خذها فطيبها أنفاسي
واغتنم عقله الرَّقيب فلابدَّ لقلب الوصال من وسواس

الصفحة 111