كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وجدت له من الشعر هذه الأبيات يذم بها القيء: [من الوافر]
عجبت وقد ظننت القيء سكرا ... فلم أره يعم الشَّرب طرَّا
فقلت لصاحبي: يا ليت شعري ... لبعض الشَّرب ممَّا ألقى يطرا
وقد بذل النُّضار لشرب راح ... تزيد نفاسه وتزيل فكرا
فقال: لعزَّة في الخمر تأتي ... مع النَّفس الخبيثة أن تقرأ
[29]
إبراهيم بن عبد الكريم بن أبي السعادات بن كرم بن كنصا، أبو إسحاق بن أبي محمد الموصليُّ المولد والمنشأ. البغداديُّ أصلا ووالداً.
الفقيه الحنفيُّ الكاتب.
كانت ولادته –على ما أخبرني من لفظه- سنة خمس وتسعين وخمسمائة. وتوفي ليلة الجمعة العشرين من المحرم سنة ثمان وعشرين وستمائة بالموصل.
كان شابًا أسمر خفيف العارضين قضيفًا. تفقه على أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد الرازي الفقيه الحنفي نزيل الموصل. وجدّ في الاشتغال وتكلم في المسائل /45 أ/ الخلافية، وناظر الفقهاء، وحصّل من علم الأدب والعربية نصيبًا وافراً حتى فاق أبناء جنسه معرفة وذكاء. وشرح مختصر القدوري في الفقه لم يتممه.
وكتب الإنشاء بديوان الموصل لملك الرحيم بدر الدين –أدام الله نعمة عليه- مديدة؛ ثم استعفى من ذلك.
وكان نبيهًا نبيلاً فاضلاً عاقلاً متنسِّكًا ورعًا حسن الأخلاق جميل الخطاب أقتدر على أمره بالتدين وإيثار العزلة لنفسه والتصوف.
وكان –مع ذلك- شاعراً مقصداً، له منظوم ومنثور لم يقصّر في إنشائهما،

الصفحة 114