كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فمتى أومضت صوارمه سحَّت نجيعًا عن ذلك الإيماض
أسخط المال في رضا المجد والمجد عن المرء أسخط المال راضي
وقضت بالغنى لراجيه يمناه فأزرت حكمًا على كلِّ قاضي
يقظ العزم والسِّهام لدى الهيجا نيام سواهمًا في الوفاض
راش كفَّ الورى وقد حصَّته ... أيدي العدا يلا .....
وحمى جانبي وأفعم بالمعروف دون الأنام طرّاً حياضي
فاستمعها من عبد إحسانك الرَّافل في ثوب برِّك الفضفاض
واعتمد بسطها عروسًا وقد جاءت لفرط الحياء ذات أنقباض
باقيًا للثناء فيك اعتراب أبن زهير والحارث بن مضاض
وأنشدني أيضًا لنفسه –وهي غزل- قصيدة لم ينشدها في أحد: [من الطويل]
دعوه كما شاء الغرام يكون ... فلست وإن خان العهود أمين
/46 ب/ ولينوا له في قولكم ما أستطعتم ... عسى قلبه القاسي عليَّ يلين
وبثُّوا صباباتي إليه وكرِّروا ... حديثي عليه فالحديث شجون
بنفسي الألى بأنواعن العين حقبة ... وحبُّهم في القلب ليس يبين
وسلٌّوا على العشَّاق يوم تحمَّلوا ... سيوفًا لها وطف الجفون جفون
لئن سمحوا عند الوداع بمهجتي ... فإنِّي على علم بها لضنين
أأصغي إلى العذَّال فيهم وما وفوا ... بوعدهم إنِّي إذن لخؤون
ويطمع في السلوان قلبي حياله ... وليس له إلاَّ الصَّبابة دين
سلام على ذاك الوداد فإنَّه ... وداد على مرِّ الزِّمان مصون
هم عاهدوا أن لا يعينوا على دمي ... وكلٌّ عليهم بالصُّدود معين
وهم حلفوا ألاَّ يخونون في الهوى ... وليس لمخضول البنان يمين
خذوا بدمي يا أهل ودِّي فإنَّه ... دم سفكته بالفتور عيون
ودونكم وادي العقيق فلي به ... حقوق هوى لا تقتضي وديون

الصفحة 116