كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأنشدني قوله من أبيات: [من البسيط]
يا خير من ترتجى في الخير همَّته ... ومن ندى كفِّه يغني عن المطر
قد كنت عوَّدتني عادات ذي كرم ... تعجيل حاجي وتفضيلي على البشر
فجئت نحوك هذا العام ملتمسًا ... ما كنت عوِّدته في سالف العمر
فعدت ذا خجل باليأس مشتملاً ... مكرِّراً قول ميت دارس الأثر
(هذي الأرأمل قد قضَّيت حاجتها ... فما لحاجة هذا الأرمل الذكر)
فانعم نعمت بسطر الرّوز مغتنمًا ... شكراً يدوم دوام الأنجم الزُّهر
وأكسب ثناء يزين العمر رائقه ... أتأك منتظمًا في زيِّ مستتر
(فالحسن يظهر في شيئين رونقه ... بيت من الشِّعر أو بيت من الشَّعر)
وله: [من الطويل]
/48 أ/ ولمَّا حدا الحادي بعيسهم ضحًى ... ولم يبق في غير التَّفرُّق مطمع
وقفنا فداع لا يجاب دعاؤه ... ومستشفع بالدًّم ليس يشفَّع
وقال: [من المتقارب]
إذا أضحكتك صروف الزَّمان ... فقد ضحكت منك لو تفطن
فلا يغرنَّك لين العدوِّ ... فإنًّ بمقداره يخشن
وله: [من الطويل]
وملآن من ضغن عليَّ مقطِّب ... كساني وقد عرِّيت منها ذنوبه
لوى وجهه غنِّي غداة لقيته ... كأنِّي مرآة أرته عيوبه
وقوله: [من الوافر]
أعيذك أن أرى زمنًا طويلاً ... ببابك لا أحلُّ ولا أسير
وأحجب عنك في سبب حقير ... ولا الله ما مثلي حقير
وأمنع حسن رأيك في زمان ... وملك أنت أنت به الوزير
أغار عليك من مطلي لأنِّي ... محبُّ والمحبُّ كذا غيور

الصفحة 118