كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وقال بديهًا يصف سيفًا وقد سلّ ذلك بحضرة السلطان أتابك /48 ب/ الملك القاهر عز الدين مسعود بن أرسلان شاه –رضي الله عنه-: [من الطويل]
وأبيض من طبع الهنود تخاله ... إذا هزَّ في الهيجا سنًى متلهِّبا
متى سلَّة السُّلطان مسعود لم تجد ... أسود الشَّرى عن منهل الموت مهربا
حسام وغى مذ فضِّضت شفراته ... صقالاً غدا للهام في الحرب مذهبا
وقال أيضًا في المعنى: [من الكامل]
ومهنَّد ماضي الغرار مجرَّد ... في غير معركة وسفك دماء
عني القيون به فجاء كما أرتضوا ... من بعد كدًّ وأرتكاب عناء
وافي الفرند كأنَّما نسجت له ... أيدي صياقله قميص هباء
ما هزَّ يوم الرَّوع إلاَّ خلته ... أفعى تقلَّب في حشار مضاء
وله: [من مجزور الرمل]
ضاع قلبي فانشده ... في هوى من لا يسمَّى
صنم مازال مفتونًا به العالم قدما
طاب ورد الخدِّ منه ... يأنعًا عضًّا وشمَّا
خضت في بحر هواه ... سابحًا إمَّا وإمَّا
/49 أ/ وقال أيضًا بديهًا، وقد سئل القول في النبي صلى الله عليه وسلم: [من السريع]
ذاك النَّبي الَّذي مناقبه ... أكثر من أن يحوزها حصر
ذو الشرف الأطول الَّذي أبتهج الرُّكن به والمقام والحجر
بمدحه نزل الكتاب فما ... هذا الَّذي فيه يبلغ الشِّعر
إنشقًّ إيوان فارس فرقًا ... منه وطفَّا نيرانها الذُّعر
ذلَّت خضوعًا لعزِّة اللاَّت والعزَّى وهان الصَّليب والكفر
وليس لي إن تأخرت مدحي ... عنه وقد صحَّ مقولي عذر
وقال في رجلين أحدهما يلقب بالشمس والآخر بالبدر وقد زاره:
[من البسيط]
يحلُّ للدار أن تختال شامخة ... على السَّماء وتثني عطفها تيها

الصفحة 119