كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

إذ أضحت الشَّمس تسري في منازلها ... وأصبح البدر يسعى في حواشيها
وقال على لسان شخص سأله ذلك: [من البسيط]
يا أحسن الخلق أخلاقًا وأسمحهم ... وأذكر النَّاس للمعروف للنَّاس
ويا أجلَّ الورى قدراً وأطيبهم ... ذكراً وأثبتهم جاشًا لدى الباس
/49 ب/ حاشاك حاشاك أن ألقى ببابك ممنوعًا ويدخل شمَّاس بن شمَّاس
أظلُّ فيه ذليلاً جدُّ مطَّرح ... كأنَّني أمويٌّ عند عبَّاسي
إن كان ..... أبداً ... فلست .... له ما عشت بالنَّاسي
وأنشدني لنفسه يرثي والدته –رضي الله عنها- ووجد عليها وجداً شديداً:
[من الطويل]
رمتني يد الأيَّام حتَّى كأنَّني ... لها غرض والنَّائبات نبال
وعاندني دهري فأصبحت تقتفي ... رعال الرَّدى منه إلى رعال
فريداً كنصل السَّيف ما إن يشينه ... شحوب ولا يزري عليه هزال
صبوراً على الأهوال لا يستفزني ... إلى طمع في العالمين نوال
ويقعني والماء دان فراته ... وقد كظَّني حرُّ الموامي آل
وأصبح غرثانًا عن الزَّاد طاويًا ... على الجوع والأيدي إليه عجال
تكنفني في المجد جدٌّ ووالد ... وعمٌّ بهم فخر الزَّمان وخال
ونلت ونال الدَّهر منِّي محاربًا ... وللحرب فيما قد يقال سجال
متى أسرعت نحو الدَّنية أرجل ... فعلقي عنها والعفاف عقال
أضلُّ إذا كان الهدى باعث الخنى ... وبعض الهدى لو تعلمون ضلال
/50 أ/ ولست أداني النَّقض أنَّي وقد غدا ... الكمال أبي إذ لا يعدُّ كمال
فلا كان يوم لم يزدني به علي ... حياة ويكسوني الفخار جلال
وأنشدني أيضًا قوله: [من المتقارب]
ولمَّا تفقَّدت أهل الزَّمان ... لأصحب منهم صديقًا صدوقا

الصفحة 120