كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ولم أر إلاَّ ودود اللِّسان ... يظهر برّاً ويخفي عقوقا
صحبت الدَّفاتر مستأنسًا ... بهنَّ فكنَّ رفيقًا رفيقا
وقال: [من الطويل]
وذي حنق تغلي مراجل صدره ... عليَّ زوى عنِّي العبوس جبينه
يبين محيَّا فكره في مساءتي ... وذنبي إليه نيلي المجد دونه
وقال: [من المنسرح]
وربِّ ضعن عليَّ حنق ... لقيته وهو معرض تيها
فصد عنِّي كأنَّما أنًا مرآة رأى قبح وجهه فيها
ومن نثره، جواب:
"ورد كريم كتاب المجلس الفلانيّ فضرَّف سمعه وشنَّفه، وهذَّب طبعه ولطَّفه، وأسعده بفواضله الدَّارَّة /50 ب/ وأسعفه.
تناوله بيد الثناء والحمد، وتأمَّله بعين الغرام والوجد، وحدَّثه بألسنته الفصاح حتى خيِّل إليه وإنه لسعد، وتمتّع بريَّاه الطيِّب مستغنيًا عن عرار نجد.
أقبِّله تقبيل فم الحبيب، واستروح إله استرواح المريض إلى الطبيب، واستنشق منه طيبًا يزري نسمه على طلِّ كلِّ طيب، وسمع من الفاظه المعجمة ما حقِّر عنده الألفاظ التي يسمعها من الخطيب؛ وطفق يشرح ظرفه في آثاره، ويجتني يانع ثماره، ويقتطف محاسن أزهاره؛ قائلاً بلسان ولائه المبين؛ {سبحان الَّذي سخَّر لنا هذا وما كنَّا له مقرنين}
لكنه جدد شوقه وما كان عافيًا، وأذكر غرامه ولم يكن ناسيًا، والآن قلب وجهه وحاشاه أن يرى فيه قاسيًا. فرعى الله مولًى أهداه، وسقى الله رسولاً حملته يمناه، وبرّ كتابًا جدّ به إليه سراه. ووجده مشتملاً من ذكر الوجد والغرام، ووصف الشوق الذي لا يزال ينمى على مرَّ الأيام؛ ما ظنّه يخبر به عن خاطره، ويتحدّث /51 أ/ بفحواه عن ضمائره، ويعرب بصادق موَّته عن أول حبِّه وآخره".

الصفحة 121