كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

جواب آخر:
"أدام الله أيام المجلس السامي، وطرف عن عليائه عين الكمال، وصرف إلى آلائه وجوه الإقبال، ونظم منه قلائد في أعناق الرجال، ولا زال مسعاه في الناس جميلاً، وبرُّه على الخلق جزيلاً، وبقاؤه على بقاء المكارم دليلاً.
ورد الكتاب الكريم الذي أعرب عن المجد وأغرب، وأزال بالأنس الوحشة وأذهب، وأوضح في الموالاة والمصافاة المذهب؛ المنفتحة لكمامه عن زهر الحسن والحسنى، المتصلة به وفود المسار اتصال اللفظ بالمعنى، فتلقاه مستمتعًا برؤيته وريَّاه، متقسم السرور بين لفظه ومعناه، وما تضمنه من الإنعام الذي لا يزال يبديه ويعيده، وتحلو به الأعناق العاطلة عقوده؛ بدعائه المستجاب، وثنائه المستطاب، وحمده الذي يذهب شخص الزمان وليس له ذهاب."
جواب آخر:
/51 ب/ "ورد كتاب المجلس السامي؛ أسعد الله أيامه، وجدّد على الأنام إنعامه، وأعلى بإعلاء قدره أعلامه، وعجّل إذلال عدوِّه وإرغامه؛ ولا زال مسعود المصادر والموارد، موقوف المساعي على إقتناء مطلقات المحامد، مبني السعادة على أثبت القواعد وأصحِّ العقائد، فأزال الوحشة الكامنة بأنسه، وجلّى ظلم الأشواق الباطنة بشمسه، وشرف بوصوله يومه على غده وأمسه؛ فتلقاه تلقي الأحباب، واستقبله استقبال الغياب، وفضّه عن جنات عدن المفتحة الأبواب. وقابل ما أودعه من الإنعام بدعاء هو دأبه في ساعات ليله ونهاره، ووظيفته المواظب عليها في عشيه وإبكاره.
وجدَّ به داعي الشوق إلى خدمته، واقتسمته دواعي الغرام إلى مشاهدته، وأمطرته على بعد من سحاب مكارمه ما روّض به روض أمنيته؛ فإن حاول وصف ما وجده من الابتهاج بإقباله، وحواه من السرور عند إظلاله، وما قابله به من الاحترام الواجب على مثله /52 أ/ لأمثاله، فقد رام أمراً يعجز عنه لسانه، ويكلّ فيه بنانه، ويتبلَّد دون إدراكه بيانه؛ والله المسئول أن يوزعه شكر حقوقه الجسام، وأياديه الباقية غرّة في وجه الأيَّام، وتفضلاته التي أضله عماؤها الدائم إظلال الغمام، وفهم ما أشار

الصفحة 122