كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

رزينًا وجيهًا، ذا فضل وعلم، له شعر حسن في مديح /53 أ/ وغزل.
أنشدني لنفسه يمدح الملك القاهر عّز الدين مسعود بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود –رضي الله عنه- ويهنئه بالنوروز: [من السريع]
بات يدير الرُّضا والضَّربا ... نشوان يهتزُّ صبوة وصبا
يجلو علينا جبينه قمراً ... مكلَّلاً بالجمال معتصبا
يغضب من أن رمت تقبيل خدَّيه ويا حسنه إذا غضبا
ظبي يعاني من فتكه أسد ... مختلسًا للنُّفوس منتهبا
طلق المحيَّا تلفاه ما لم تسم وصلاً فإن سمت وصله غضبا
قام وضوء الصَّباح قد مدَّ في الشَّرق شعاعًا والنَّجم قد غربا
وهزَّ أعطأفه فأسكرنا ... وما شربنا خمراً وما شربا
وحثَّ راحًا كالشَّمس جلَّلها ... حبابها عند مزجها شهبا
في روضة جادها الوليُّ كما ... سحَّ عليها الوسميُّ وانسكبا
فأصبحت غبَّ ذلك تربو وتهتزُّ وتبدي من وشيها عجبا
والطَّير يشدو في دوحه فإذا ... جاوبه الزِّير صأح وانتحبا
إذا أنقلبنا منها وجدت لنا ... بدير باتحائيل منقلبا
/53 ب/ نأوي إليه ليلاً فنسمع من ... رهبانه ما يزيدنا طربا
هذا وبدر السماء يرمي على دجلة من نار نوره لهبا
فتحسب الماء إذ يخالطه الشُّعاع ثوبًا مغرَّقًا ذهبا
ونحن في فتية تخيَّرهم ... للَّهو فصل الرَّبيع وانتخبا
مثل الدَّراري يزينهم كرم ... ضمُّوا إليه المجون والآدبا
نختلس العيش في حمى ملك ... سمح يرى الحمد خير ما اكتسبا
سهل إذا ما الزَّمان دان له ... فإن رأى ما يريبه صعبا
كالغيث للمعتفى إذا وهبا ... والَّيث للمعتدي إذا وثبا
نابته آمالنا وقد سدنت ... فقراً فزوَّى من كفِّه نسبا

الصفحة 124