كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

إذا اعتلقنا من ظلِّه سببًا ... لم نخش يومًا من حادث سببا
يا ملكًا لم تجد أنامله ... إلاَّ وبذَّت بسحِّها السُّحبا
تهنّ هذا النَّوروز والعشر ... والنَّحر وعش تستجدَّها حقبا
فما نبالي إذا بقيت لنا ... ما فات من عيشنا وما ذهبا
وقال يمدح أتابك نور الدين أبا الحارث أرسلان شاه بن مسعود –رحمه الله-:
[من الطويل]
/54 أ/ سل الربع عن سكَّانه أين يمَّموا ... سروا وهواهم بالفؤاد مخيِّم
تولَّوا فيا لله من شقيت بهم ... نفوس بمرآهم تلذَّ وتنعم
أحلُّوا دم العاني بوشك رحيلهم ... وذادوا الكرى عن ناظريه وحرَّموا
وما ضرَّهم يوم استقلُّوا لو أنَّهم ... أشاروا بإيماض اللَّحاظ وسلُّموا
تنسَّمت أرجو نفحة من ديارهم ... وهيهات ما أرجو وما أتنسم
وقدمًا سمعت البعد يعقب سلوة ... فها أنا ذا صبٌّ مع البعد مغرم
وحاولت أن أحظى بطيف خيالهم ... وأنَّى مع التَّسهيد طيف مسلِّم
هو الدَّهر لا ينفك حادث خطبه ... يجوز على الحرِّ الكريم ويظلم
سألجأ من صرف الزَّمان وريبه ... إلى ملك يحمي الجوار ويعصم
ففي ظلَّ نور الدِّين لي متفيأ ... منيع يقي من سوء ما أتوهّم
شديد الإبا ماضي الثَّنا غامر الحيا ... خصيب الرُّبى يعطي الجزيل وينعم
رحيب الفنا عالي السَّنى كاسب الثَّنا ... مشيد البنا مولي الغنى متكرم
بطائره الميمون يستنزل الحيا ... وتستدفع الجلَّى به حين يقدم
يضيء دجى اللَّيل البهيم جبينه ... وإمَّا سطا فاليوم بالنَّقع مظلم
تسيخ الرَّواسي الشُّم خيفة بأسه ... سراعًا وتطفو خفَّةً حين يحلم
/54 ب/ إذا ما انتضى العضب الجراز انتضى به ... على الموت موتًا يستضير وينقم
ومهما أحتبى في المنتدى بنجاده ... عنا اللَّيث وأنقاد الخميس العرمرم
فلا موت إلاَّ حين يزأر مغضبًا ... ولا عيش إلاَّ حين ما يتبسم

الصفحة 125