كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فاعتقله في منزله، وهمَّ جماعته بقتله فلم يمكنهم العون من ذلك ...... ].
أنشدني لنفسه: [من الطويل]
/55 ب/ أيا من شكا الهجر المبرِّج بالصَّب ... لقد أقرحت شكواك يا منيتي قلبي
وأسبلت دمعًا من جفوني أقلُّه ... إذا ضنِّت الأنواء يعيى عن السُّحب
وأعجب شيء قاتل يشتكي الجوى ... إلى مغرم أشجانه ذكرها يصبي
على كبدي أضعاف ما أنت واجد ... من الشَّوق والبلبال والوجد والكرب
إذا كنت في قلبي مقيمًا وناظري ... يراك بعين الفكر مع كثرة الحجب
فلا حاجى لي أن أخاطب ساكنًا ... بقلبي في طيِّ الرَّسائل والكتب
ولي أنَّه ما تنقضي وتوجُّع ... عليكم وأشجان أكتِّمها صحبي
فلو ظهرت أسرار وجدي لعطِّلت ... أحاديث أهل الحبِّ يا سالبي لبِّي
يهيِّجني ليلاً حمائم دوحكم ... ولولاك ما هأج الحمائم للصبِّ
وإن خطرت عند الصَّباح نسيمة ... لها أرج منكم أقول لها: هبَّي
ولا تقطعي ريَّاهم عن متيَّم ... به من هواهم ما يجلُّ عن الخطب
متى ينقضي هذا البعاد وأجتني ... بطيب التَّداني منكم ثمر الحبِّ
وأصبح في أمن الصَّدِّ والجفا ... وأسعد من بعد التَّباعد بالقرب
أجلُّك أن أشكو إليك صبابتي ... وأشفق أن أشكو هواك إلى رِّبي
وأصبح ظمانًا إلى ورد وصلكم ... عسى شربة من ذك المورد العذب
/56 أ/ زعمت وصالي طبُّ سقمك يا منى ... فؤادي من لي أن أفوز بذا الطِّبِّ
ويطلب رفقًا من أسير هواك في ... جوانحه ما بين قلب إلى خلب
أيا من يشهِّيني إلى طيب وصله ... ويصطاد قلبي بالحديث الَّذي يسبي
ويظهر لي شوقًا ونحن شبيهنا ... إذا خفق التَّشبيه كالحوت والشَّبِّ
ولاحظَّ لي منه سوى الهجر والقلى ... وتعذيب قلبي بالدَّلال وبالعجب
فلو كنت في دعوى المحبَّة صادقًا ... لواصلتني من غير قولي لكم عج بي

الصفحة 128