كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

عمَّ الخلائق من فواضل جوده ... بنواله الأنفال والأنعام
/157 أ/ عدل الزَّمان بخلقه وبخلقه ... فتباشرت بخلاله الأيَّام
لولا هداه لما أستبان لذي النُّهى ... رشد ولا نقض ولا إبرام
يبقى أمير المؤمنين فإنَّه ... للدين والدُّنيا حيًا وقوام
..... دينًا أشاد عماده ... لعلاكم الإجلال والإعظام
وعلوتم في العالمين إلى مدى ... سأم يقصِّر دونه الأوهام
هم حجَّة ومحجَّة لولائه ... تتطهر الأوزار والآثام
تحيا به ذمم المكارم والنَّدى ... ويموت من إفضاله الإعدام
زهرت به الدُّنيا فطاب نعيمها ... وتواصلت بحنوه الأرحام
ففخاره في كلِّ فخر أوَّل ... وثناه للمسك الذّكيِّ ختام
ولكم قطعت إليه من ديمومة ... غبراء لا دبب ولا آرام
يمَّمتها ..... وقد حمي الحصى ... بهجيرها وبها النَّسيم سهام
والآل يلمع في القفار كأنه ... للناظرين يحوزها أعلام
علَّلتها بثنا الإمام فأرقلت ... مثل الظَّليم وقد حداه ظلام
حتَّى أفوز بلثم ترب لثمه ... شرف ومن جور الزَّمان ذمام
وموارد ما مسَ وارد فضلها ... أبداً على طول الزَّمان أوام
/57 ب/ فالله يحرسه لأمَّة أحمد ... ما ناح في الغصن النَّضير حمام
[33]
إبراهيم بن عمر بن سعد بن محمد، أبو إسحاق ......
الشهر كرديُّ، المعروف بابن البوريانيِّ الخطيب.
وهو من قرية تدعى شهر كرد بين دقوق وقلعة كرخيني. وكان يتولّى خطابتها.
شاهدته بإربل شيخًا من أهل الفضل والصلاح وحفظ القرآن والمتفقهة. ويرجع في الشعر إلى سلامة قريحة.

الصفحة 130