كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني لنفسه سنة ستٍّ وعشرين وستمائة ما كتبه إلى صديق له يستمد منه الشفاعة في حاجة عرضت له: [من البسيط]
شكوت دهري إلى خلٍّ فأرشدني ... إلى كريم يزيل الهمَّ والكربا
وقال: لا تلح دهراً فيه سيِّده ... فذا أقام منار الدِّين والأدبا!
فقلت: من ذاك قل لي ناصحي وحزت ... شكراً أضمنه الأوراق والكتبا
فقال: واعجبًا من ذي نهى ندس ... عداه فضل سديد الدِّين واعجبا
الألمعيِّ الَّذي ما خاب منتجع ... جناته من حوى من برِّه نشبا
/58 أ/ الأريحي وستر الجود منسبل ... ومن .........................
وقد زففت إليه بكر قارفية ... عمداً ليمهرها من جوده الأربا
ولست أطلب لا تبراً ولا ورقًا ... بل اعتناء يفوق التِّبر والنَّسبا
وإن تحصل ما أبغي بهمَّته ... وإن تعجَّل من إحسانه الطَّلبا
[34]
إبراهيم بن نصر بن عيسى بن عليِّ بن أحمد بن الحسين بن عليِّ بن خزريّ، أبو إسحاق بن أبي الفتح العباديُّ الموصليُّ.
رجل مكتهل أشقر اللون. كان والده إليه الإستيفاء في الدولة الأتابكية، نافذ الأمر فيها، مقبولاً في آرائه؛ وأخباره في ذلك مأثورة على ما يأتي ذكره في موضعه –إن شاء الله تعالى-.
ونشأ ولده وتخلّق بأخلاقه، وتولّى التصرف في الأعمال السلطانية، ونظر في الأشغال الديوانية، ولم يزل كذلك بسيط الجاه، ذا أمر ونهي حتى فارق الموصل متوجهًا نحو البلاد الشامية [هاربًا فهدمت داره بالموصل، أمر بهدمها بدر الدين لؤلؤ مليكها]. واتصل بملوكها بني أيوب فأحسنوا إليه إحسانًا عظيمًا.

الصفحة 131