كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

/58 ب/ ثم إنَّه عاود الموصل في جمادى الأولى سنة ثلاثين وستمائة، فرتبه الملك الرحيم بدر الدين سلطانها –أعز الله أنصاره- عارض الجيش، وولاّه النظر في ملكه الخاص، وزيد في إكرامه.
سألت أبا إسحاق عن مولده، فقال: ولدت يوم الأربعاء سابع عشر المحرم سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بالموصل.
وحفظ القرآن الكريم، وقرأ شيئًا من الفقه والأدب، وسمع كتاب "جامع الأصول في أحاديث الرسول" على مصنفه أبي السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم الجزري؛ وله إجازات من عدّة مشايخ.
وهو متفرّد بعلم الحساب والمساحة، ومعرفة مسائله. والتبريز في التصرف وقوانينه.
أنشدني لنفسه يمدح الملك الرحيم بدر الدين أبا الفضل –أنفذ الله أمره ونهيه- بالخلعة التي شرفه بها الخليفة المستنصر بالله أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور –خلّد الله ملكه وسلطانه-: [من السريع]
مولاي يا مالك رقِّي الَّذي ... ببأسه يدفع صرف اللَّيال
/59 أ/ ملكت بالعدل قلوب الورى ... وحاميًا عنهم بعضب ومال
أعطيهم فوق الَّذي أمَّلوا ... وجدت للسائل قبل السُّؤال
فجاءك السُّلطان عفواً وقد ... نصَّ الإمام العصر قبلكم وقال
طاعة بدر الدِّين لي طاعة ... ومن عصاه ذاق طعم الوبال
يا واحد الدَّهر وسلطاننا ... ومن له في كلِّ ناد نوال
ومنها يقول:
فاسعد بهذا الملك في دولة ... خالدة محروسة من زوال
وليهن عصر أنت سلطانه .. وليلفك الرَّحمان عين الكمال

الصفحة 132