كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

شمطاء تذكر آدمًا في طينه ... وتريك في الظَّلماء معجز يوشع
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]
طلَّقت لهوي ثلاثًا حين طالعني ... من ثغره ...... شيبي البادي
فهل يليق بي الرّجعى وقد شهرت ... ظباه من شفرتى همٍّ وميلاد
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]
ليست عهود هواك ممَّا تنقض ... أبداً ولا الحرمات ممَّا ترفض
فعلام تتَّخذ الملالة ملَّة ... وتميل ميل معاند يتعرَّض
أفردتني بالسُّقم مذ أوردتني ... في القسم مورد من يغصَّ ويجرض
أضرمت ناراً في ضميري وقدها ... وبوجنتيك لها شعاع مومض
حكم الجوى أنَّ الأسى لا ينقضي ... أبداً وأنَّ أخا الهوى لا يغرض
هيهات والذكرى تحرِّك ساكن البلوى وحادي الإشتياق يحرِّض
وبنفسي الغادون لو عاجوا على الوادي وعادوا مستهامًا أمرضوا
صرفوا عن الأجفان مذ سدفوا الكرى ... وإلى محاجرها المدامع قوَّضوا
إن فيَّضوا ماء العبون فإنَّهم ... عين التَّبصُّر والتَّجلُّد غيَّضوا
/60 ب/ الله جارهم الجوارح بعدهم ... مجروحة والقلب دام مرمض
وعلى تجنِّيهم فليس سواهم ... غرض ولا عن حبِّهم متعوَّض
يا كم نهضت وقد نمى ضعفي بما ... شمُّ الجبال ببعضه لا ينهض
ولقيت من حبٍّ وخبٍّ ماكر .... أبداً بميدان الغواية يركض
متملِّق بادي النَّفاق وحالب ... أفواق مذق دهره لا يمخض
يبدي المحبَّة والولاء لسانه ... وجنانه صلٌّ عليَّ ينضنض
فمن الصَّفاء مبرَّأ ومن الرِّياء مملا ومن المروءة مفضض
ولكلِّ ما أكرمت زاد لامة ... وملاله أدرانه لا ترحض

الصفحة 134