كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فعلى إسعاف الصَّديق بكلِّ ما ... أسطعيه وله جناحي أخفض
فإذا قسا لا ينته وإذا نأى ... دانيته وإذا تجانف أغمض
وإذا وفاة وفائه صحَّت ولم ... تبق الخيانة فيه عزمًا ينبض
هاجرته الهجر الجميل ووجهه ... المسود عند لقًى ووجهي أبيض
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
بكيت دمًا فأزورَّ سؤلي مكبراً ... فعالي فقلت: أرفق فما جئت بالنُّكر
نذرت إذا ما ورتني نحر مقلتي ... فلمَّا بدا مرآك وفَّيت بالنَّر
/61 أ/ وأنشدني أيضًا في المعنى لنفسه: [من الطويل]
ولمَّا بدا المحبوب سالت مدامعي ... دمًا فتولَّى مكبراً سوء فعلتي
فقلت: نحرت القلب من عظم اللِّقا ... لديك فهذا عيد نحر لمهجتي
وأنشدني أيضًا لنفسه في المعنى: [من السريع]
قال حبيبي لمَّا رآني ... أذري نجيعًا أرعت سربي
فقلت: من فرحة التَّلاقي ... يا نور عيني نحرت قلبي
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من المجتث]
لمَّا وقفت جنوني ... على الدُّموع الجواري
فرَّ المنام وقال العوار سكنى العواري
وأنشدني أيضًا لنفسه وقد اقترح هذا المعنى: [من الكامل]
حسد الهلال على الجمال معذِّبي ... فتزيد الأنوار كي يحكيه
ثمَّ اعتراه النَّقض عند كماله ... بقصوره عن بعض ما يحويه
وأنشدني لنفسه: [من السريع]
نشدت لمَّا فصلت عيرهم ... وحبُّ قلبي بالنَّوى حصيد
/61 ب/ يا سائقي أظعانهم ترفَّقوا ... ألأيس منكم رجل رشيد؟
قد كشف الشَّوق غطا صبرنا ... فبصر الدَّمع به حديد

الصفحة 135