كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[36]
إبراهيم بن عليِّ بن الحسن بن جريّ، أبو محمد النحويُّ الموصليُّ.
أخبرني أنه ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة بالموصل. زعم أنَّ والده من قرية من قرى العراق تدعى شنا.
استظهر كتاب الله تعالى، وأخذ علم النحو والعربية عن شيخه أبي حفص عمر بن أحمد النحوي ...... ، صحبه مدّة حياته.
وهو رجل قد وخطه [الشَّيب] /62 ب/ ربعة أسمر. كان يخيط القلانس في ابتداء أمره، على أشد غاية ما يكون من الفقر؛ فلما تميّز في العربية ومهر، صار من أعيان تلامذة الشيخ أبي حفص عمر بن أحمد العسفي.
اتصل بالأمير أبي الفضل لؤلؤ بن عبد الله البدري بالموصل؛ لتأديب أولاده –فانتفع به وصار يصحبه إلى مدينة السلام حين ينفذ رسولاً، فتمشت أحواله. وحصل رزقًا صالحًا، وأغناه ذلك عن صناعة القلانس.
وكان يصلي الصلوات الخمس بالمدرسة البدرية إمامًا، ويختلف إليها جماعة من فقهائها، يقؤون عليه شيئًا من النحو والعربية. يتولّع بالشعر ويقول منه الشيء النزر.
أنشدني لنفسه يمدح الأمير أمين الدين لؤلؤ ويذكر أولاده من أبيات: [من الوافر]
سرور لا يزال على التَّوالي ... يدوم مع الأهلَّة واللَّيالي
وسعد لا يزال لكم قرينًا ... يصرِّف عنكم عين الكمال
لقد ظفرت بما تهوى الأماني ... واضحت في انتظام كالآلي
وساعدنا الزَّمان بطيب وقت ... وولَّى القرُّ منبتَّ الحبال

الصفحة 137