كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

/63 أ/ وقد جاء الرَّبيع بكلِّ فنٍّ ... من الأزهار مفقود المثال
شبيه خلائق عذبت بصفو ... من المولى الموفَّق في الفعال
أمين الدِّين مرموق السَّجايًا ... كريم الخيم مع كرم الخلال
فيا مولى صنائعه شموس ... تسير مع النُّعامي والشَّمال
بلغت من الأماني منتهاها ... فولدك بالمحاسن في اكتمال
تجمَّع فيهم من كلِّ فضل ... يسود به الأواخر والأوالي
فمن أسد يحمّل يوم روع ... ببيض في الجلاد وبالعوالي
وأحمد في ديانته حميد ... يعدُّ مع الأئمة في المقال
فلا زالا وأنت لهم كفيل ... يحوزان المفاخر والمعالي
وأنشدني لنفسه فيما يكتب على سيف أهدي لأمير المؤمنين المستنصر بالله أبي جعفر المنصور –خلّد الله ملكه-: [من الكامل]
ولقد سموت على البريَّة رفعه ... وقصمت كلَّ معاند متجبِّر
لو لم يكن فيَّ الَّذي قد قلته ... ما كنت فزت براحة المستنصر
وأنشدني أيضًا من شعره: [من الوافر]
/63 ب/ أيا زمن الصِّبا ولَّيت عنَّا ... وما أبقيت من أمر بديع
سلبت الأنس من طرف وقلب ... وحلو العيش من .....
وقد كنت الأنيس لكل شيء ... فقد أذهبت أبهة الجميع
وأنشدني أيضًا قوله: [من الوافر]
أمتلفتي بوعد في تمادي ... وملبستي سواداً في سواد
لقد أسملت للأسقام جسمي ... وصار الجفن منِّي للسُّهاد
فكفِّي الآن عن هجري وعودي ... إلى قطع القطيعة والبعاد
وأنشدني أيضُا لنفسه: [من الطويل]
أما والَّذي سنَّ التَّحية في الكتب ... وفضَّل بالإحسأن في البعد والقرب

الصفحة 138