كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني لنفسه قصيدة يمدح بها الإمام أمير المؤمنين المستنصر بالله – خلّد الله أيامه وأنشدها في صفر سنة ثمان وعشرين وستمائة بحضرة الوزير مؤيد الدين محمد بن محمد العلقمي: [من الكامل]
دار السلام وقبلة الإسلام ... وأجلُّ مرتبع وخير مقام
فاستقص في نظم الكلام ونثره ... كالدُّر في سلك وحسن نظام
وأعلم بأنَّك واقف بمواقف ... وقف على التَّبجيل والإعظام
يكسى بها قس فهاهة باقلً ... ويرى الفصيح بحلبة التَّمتام
حيث المقر أقرَّ أنَّ سحابه ... هطل الفواضل صيِّب الإنعام
حرم البُنّوَّة والخلافة والتُّقى ... نادي النَّدى والفضل والإكرام
تتضاءل الأوصاف عن أوصأفه ... وتضلُّ فيه هوادي الأفهام
وأبت جلالته مقال كأنه ... وسما فقصَّر عنه كلٌّ مسامي
فافخروته شرفًا فإنَّك مادح ... خير المديح بمدح خير إمام
القائم المستنصر المنصور والبرِّ الرَّؤوف الصَّائم القوَّام
هو حجَّة الله البليغة في الورى ... والعروة الوثقى بغير فصام
/65 أ/ وهو المقدًّس والمطهَّر محتداً ... من كلِّ رجس غائب وأثام
وهو الوسلية والمحجَّة والرِّضا ... والمرتضى في الحلم والأحكام
والمجتبى والمرتجى والمنتهى ... في كلِّ مطلوب ونيل مرام
هو موجد الجود المشتِّت جامع ... حسن المحاسن معدم الإعدام
ألف المروءة قدر ما ألفت به ... ما ريع مرضع درِّها بفطام
وتساويا حبًّا وفرط صبابة ... فكلاهما في صبوة وغرام
ومتى قرنت به الكرام فحالهم ... في جوده والحلم والإقدام
كعب ككعب في السِّماح وحاتم ... حتم عليه النَّقض بعد تمام
ويقلُّ قيس أن يقاس بعبده ... حلمًا وأحنف أحنف الأحلام
وابن الطُّفيل غدا كطفل مرضع ... عجزاً ومدَّرعًا بدرع ملام
وعتيبة المعتوب في تقصيره ... هو مقدم لكن على الإحجام

الصفحة 140